أمانة المدينة المنورة تطلق مشروع ترفيهي ضخم سيغير شكل المدينة للأبد وأمانة المدينة تكشف موقع المشروع ومساحته

أمانة المدينة المنورة تطلق مشروع ترفيهي ضخم سيغير شكل المدينة للأبد
  • آخر تحديث

تعد المدينة المنورة واحدة من أعظم المدن الإسلامية في العالم، لما تحتضنه من المسجد النبوي الشريف، ثاني أقدس الأماكن بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، وتستقبل ملايين الزوار سنويًا من الحجاج والمعتمرين الذين يقصدونها للتعبد والزيارة.

أمانة المدينة المنورة تطلق مشروع ترفيهي ضخم سيغير شكل المدينة للأبد

لكن إلى جانب مكانتها الروحانية، تشهد المدينة نهضة عمرانية وترفيهية متسارعة، تعكس رؤية المملكة العربية السعودية لتطوير كافة القطاعات، بما في ذلك الترفيه والسياحة.

وفي هذا السياق، انطلقت أعمال إنشاء أكبر مشروع ترفيهي في تاريخ المدينة المنورة، والذي يُتوقع أن يكون وجهة فريدة تجمع بين الترفيه العائلي، المغامرات المشوقة، والعروض السينمائية العالمية، ضمن بيئة تواكب أعلى المعايير الدولية.

انطلاق أكبر مشروع ترفيهي في المدينة المنورة بميزانية ضخمة

في يوليو 2023، أعلنت شركة مشاريع الترفيه السعودية "سڤن" – المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة – عن إطلاق أعمال البناء للوجهة الترفيهية الجديدة في المدينة المنورة، بتكلفة تجاوزت 1.3 مليار ريال سعودي، بالشراكة مع شركة BUJV (وهي تحالف بين "شركة البواني المحدودة" و"شركة أورباكون للتجارة والمقاولات").

ومنذ ذلك الحين، تواصل العمل بوتيرة متسارعة، ومع حلول مارس 2025 بدأت ملامح هذا المشروع العملاق تتضح، حيث أصبح قريبًا من الاكتمال، ما يبشر بقرب افتتاحه قبل نهاية عام 2025.

وجهة ترفيهية عالمية بمعايير غير مسبوقة في المملكة

يعد هذا المشروع الأضخم من نوعه في المدينة المنورة، حيث يهدف إلى توفير بيئة ترفيهية متكاملة تناسب جميع أفراد العائلة، وتقدم تجارب غنية مستوحاة من أحدث مفاهيم الترفيه في العالم، ومن أبرز مكوناته:

  • مركز ترفيهي عائلي حديث: يمتد على مساحة 4,000 متر مربع، ويضم مجموعة متنوعة من الألعاب التفاعلية والأنشطة المناسبة لجميع الأعمار.
  • مسار "الكارتينج" للسيارات الكهربائية: يمتد بطول 330 مترًا، ويتميز بتصميمه الفريد الذي يتيح المتعة للكبار والصغار من خلال مستويين مختلفين من المسارات.
  • مركز "ديسكفري أدفينتشرز": يقدم تجربة مغامرات استثنائية تشمل مسارات المشي الطويلة، بيوت الأشجار، والتحديات التفاعلية المستوحاة من الحياة في الأدغال، ما يمنح الزوار فرصة لاختبار مهاراتهم البدنية والفكرية في بيئة شيّقة.
  • مركز "Play-Doh" الإبداعي: يوفر للأطفال ثلاث مناطق ترفيهية تتيح لهم إطلاق العنان لمخيلاتهم وإبداعهم عبر ألعاب ممتعة تعتمد على الألوان والتصاميم الفريدة.
  • سينما IMAX متطورة: توفر تجربة سينمائية استثنائية بأحدث التقنيات العالمية، ما يجعلها الخيار الأمثل لعشاق الأفلام الذين يبحثون عن أعلى مستويات الجودة البصرية والصوتية.

تأثير المشروع على مستقبل الترفيه والسياحة في المدينة المنورة

مع اقتراب موعد افتتاح المشروع، يتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في قطاع الترفيه داخل المدينة المنورة، حيث سيكون بمثابة وجهة رئيسية تجذب العائلات والسياح الذين يتطلعون إلى قضاء أوقات ممتعة، بعيد عن الأجواء التقليدية.

ووفقًا لما صرّح به عبدالله بن ناصر الداود، رئيس مجلس إدارة شركة "سڤن"، فإن هذه الوجهة الترفيهية ستغير تمامًا المشهد الترفيهي في المدينة المنورة، وستوفر تجربة غير مسبوقة تجمع بين الحداثة والترفيه العائلي.

أهداف المشروع: دعم رؤية المملكة وتعزيز الاقتصاد المحلي

يأتي هذا المشروع الضخم كجزء من جهود المملكة لتحقيق رؤية 2030، التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى وجهة سياحية عالمية، واستقطاب 100 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030، ومن بين أبرز أهداف المشروع:

  • تعزيز السياحة الداخلية والخارجية: عبر تقديم وجهة ترفيهية جديدة تستقطب الزوار من داخل المملكة وخارجها.
  • خلق فرص عمل جديدة: إذ من المتوقع أن يسهم المشروع في توظيف مئات الشباب السعودي في مختلف المجالات، من إدارة وتشغيل المرافق إلى خدمات الضيافة والصيانة.
  • تحقيق التنوع الاقتصادي: من خلال إضافة قطاع الترفيه كمصدر جديد للدخل، وتقليل الاعتماد على النفط.
  • تحسين جودة الحياة: عبر توفير خيارات ترفيهية راقية لسكان المدينة المنورة وزوارها.

هل يشكل هذا المشروع نقطة تحول في قطاع الترفيه بالمملكة؟

يعد هذا المشروع خطوة مهمة ضمن سلسلة مشاريع كبرى تهدف إلى إعادة تشكيل قطاع الترفيه في المملكة، حيث تسعى "سڤن" إلى بناء وتطوير أكثر من 21 وجهة ترفيهية في جميع أنحاء المملكة، بما في ذلك مدن مثل الرياض، جدة، والطائف.

ومع استمرار هذا التوسع، من المتوقع أن تصبح المدينة المنورة واحدة من الوجهات الترفيهية البارزة التي تجمع بين السياحة الدينية والترفيه العائلي، مما يعزز مكانتها كمركز جذب سياحي عالمي.

مستقبل مشرق للمدينة المنورة بين الروحانية والترفيه الحديث

منذ قرون، عرفت المدينة المنورة بأنها مدينة النور والسلام، ومع التطورات الحديثة، أصبحت مدينة الفرص والاستثمار أيضًا.

إن إطلاق هذا المشروع الترفيهي الضخم هو بمثابة خطوة جريئة نحو تحقيق التوازن بين العراقة والتطور، مما يتيح للسكان والزوار تجربة متكاملة تجمع بين الروحانية والحداثة.

ومع اقتراب افتتاح المشروع، سيصبح الترفيه في المدينة المنورة أكثر تنوع وإثارة، مما يجعلها وجهة متكاملة تحتضن الجميع، سواء لأغراض دينية، سياحية، أو ترفيهية.