من اليوم تغيير إجراءات دخول القادمين من السعودية الى دول أوربا حتى من يحملون تأشيرة شنغن

من اليوم تغيير إجراءات دخول القادمين من السعودية الى دول أوربا
  • آخر تحديث

في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن والرقابة على الحدود، تستعد دول الاتحاد الأوروبي لاعتماد نظام رقمي جديد سيغير طريقة دخول المسافرين من الدول غير الأعضاء إلى أراضيها، حيث سيلزم القادمون إلى منطقة شينغن بتسجيل بصماتهم الرقمية والتقاط صور بيومترية لوجوههم عند الدخول.

من اليوم تغيير إجراءات دخول القادمين من السعودية الى دول أوربا

ويعرف هذا النظام المتطور باسم "إيتياس" (ETIAS)، وهو جزء من جهود الاتحاد الأوروبي لتحديث آليات إدارة الحدود من خلال تبني تقنيات متقدمة تضمن مراقبة أكثر دقة وفعالية لحركة المسافرين.

"إيتياس" قفزة تكنولوجية في إدارة الحدود الأوروبية

صرّح ماغنوس برونر، مفوض الشؤون الداخلية والهجرة في الاتحاد الأوروبي، بأن النظام الجديد سيجعل الحدود الأوروبية الأكثر تطور من الناحية التكنولوجية، حيث لن يقتصر الأمر على تحسين عمليات التفتيش، بل سيساعد أيضًا في مكافحة الجريمة العابرة للحدود، والحد من الهجرة غير الشرعية، وتعزيز الأمن العام في الدول الأعضاء.

وبحسب الاتحاد الأوروبي، فإن هذا النظام لن يكون مجرد أداة لمراقبة حركة المسافرين، بل سيشكل نقلة نوعية في إدارة البيانات وتحديد هوية الأفراد بدقة غير مسبوقة.

من سيشملهم النظام الجديد؟ وكيف سيتم تطبيقه؟

سيتم تطبيق نظام "إيتياس" على جميع المسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي الذين يزورون منطقة شينغن لفترات قصيرة لا تتجاوز 90 يوم خلال فترة 180 يوم.

ومن المتوقع أن يتم إطلاقه بشكل تدريجي بدء من الخريف المقبل، حيث حدد الاتحاد الأوروبي شهر أكتوبر 2025 موعد مبدئي للتنفيذ الكامل.

وعلى الرغم من أن هذا النظام من شأنه تسهيل إثبات الوضع القانوني للمسافرين، خاصة مع عدم وضوح الأختام اليدوية على جوازات السفر في بعض الأحيان، إلا أنه يثير في المقابل تساؤلات كثيرة حول حماية البيانات الشخصية ومدى تأثيره على خصوصية الأفراد.

مخاوف متزايدة بشأن الخصوصية وحماية البيانات

من بين أكثر القضايا إثارة للجدل في هذا النظام هو فرض تسجيل الصور البيومترية لجميع المسافرين، بما في ذلك الأطفال الرضع، بينما سيتم تسجيل بصمات الأصابع فقط لمن تتجاوز أعمارهم 12 عام.

وهذا الأمر أثار قلق واسع بين منظمات حقوق الإنسان وخبراء الأمن الإلكتروني، الذين يخشون أن تؤدي هذه الإجراءات إلى انتهاكات محتملة لحقوق المسافرين في الخصوصية، خاصة في ظل عدم وجود ضمانات واضحة بشأن كيفية تخزين هذه البيانات وحمايتها من الاختراقات أو سوء الاستخدام.

إشكاليات تقنية وتأثيرات متباينة على المسافرين

رغم وعود الاتحاد الأوروبي بأن هذا النظام سيجعل إجراءات الدخول أكثر كفاءة، إلا أن بعض الدراسات أشارت إلى أن الأنظمة البيومترية قد لا تعمل بالكفاءة نفسها مع جميع الفئات، حيث أظهرت اختبارات سابقة أن هذه الأنظمة تعاني من صعوبات في التعرف على أصحاب البشرة الداكنة، مما قد يؤدي إلى وقوع أخطاء في تحديد الهوية أو تأخير في عملية العبور عبر الحدود.

كما أبدت شركات السياحة قلقها من أن يؤدي النظام الجديد إلى حدوث تأخيرات طويلة وفوضى في المطارات والمعابر الحدودية، لا سيما في الأشهر الأولى من تطبيقه.

هل يتحول "إيتياس" من عبء إلى أداة فعالة في المستقبل؟

رغم المخاوف الأولية، يرى بعض الخبراء أن النظام الرقمي الجديد قد يكون بداية لمرحلة أكثر انسيابية في حركة المسافرين على المدى الطويل.

ووفقًا لما أكده توم جينكينز، الرئيس التنفيذي لجمعية السياحة الأوروبية، فإن تسجيل البيانات البيومترية قد يكون بطيئ في البداية، لكنه سيساعد على تقليل أوقات الانتظار في المستقبل بمجرد اكتمال قاعدة البيانات الخاصة بالمسافرين المتكررين.

إلزام المسافرين بالحصول على تصاريح مسبقة ضمن خطط أمنية أوسع

لن يقتصر نظام "إيتياس" على تسجيل البيانات البيومترية فقط، بل سيتم قريبا إلزام مواطني 59 دولة، الذين لا يحتاجون إلى تأشيرة دخول، بالحصول على تصريح مسبق للسفر إلى 30 دولة أوروبية ضمن برنامج جديد يهدف إلى تحسين إدارة تدفق الزوار وتعزيز الأمن على مستوى القارة.

ومع أن موعد تطبيق هذا الإجراء لم يحدد بعد، إلا أنه يمثل خطوة أخرى نحو جعل الاتحاد الأوروبي أكثر قدرة على التحكم في حركية المسافرين.

هل ستؤدي هذه التغييرات إلى تجربة سفر أكثر أمانًا أم إلى مزيد من التعقيدات؟

مع استمرار الاتحاد الأوروبي في تطوير أنظمة متقدمة لإدارة الحدود، يبقى السؤال الأهم: هل سيؤدي "إيتياس" إلى تجربة سفر أكثر أمان وكفاءة، أم أنه سيضيف المزيد من التعقيدات أمام المسافرين؟ الإجابة ستتضح خلال السنوات القادمة، خاصة بعد بدء التطبيق الفعلي لهذا النظام الرقمي الجديد الذي يعد بتغيير جذري في طريقة السفر إلى أوروبا.