ظهور نسخة جديدة من المسحراتي السعودي وهذه هي الكلمات التي يرددها كل ليلة قبل السحور

ظهور نسخة جديدة من المسحراتي السعودي
  • آخر تحديث

مع حلول شهر رمضان المبارك، يعاود المسحراتي الظهور في أحياء وأزقة المنطقة الشرقية، يجوب الشوارع في ساعات الفجر الأولى، مردد الأهازيج والأدعية الرمضانية، وقارع طبلته الشهيرة، ليوقظ الصائمين لتناول وجبة السحور.

ظهور نسخة جديدة من المسحراتي السعودي

هذه العادة المتوارثة منذ عقود طويلة باتت رمز من رموز التراث الشعبي الأصيل، حيث يحافظ عليها أهالي محافظتي الأحساء والقطيف كجزء من هويتهم الثقافية والاجتماعية التي ارتبطت ارتباط وثيق بشهر رمضان الكريم.

المسحراتي.. تقليد رمضاني قديم متوارث عبر الأجيال

تعد مهنة المسحراتي من أقدم المهن الرمضانية في المنطقة، حيث توارثتها الأجيال جيل بعد جيل، محتفظة بسحرها وأصالتها رغم تغير الزمن وتطور وسائل التنبيه الحديثة.

في الماضي، لم تكن هناك ساعات منبهة أو تطبيقات تذكير بوقت السحور، وكان اعتماد الناس على المسحراتي الذي يجوب الأحياء حامل طبلته، ينادي بأسماء العائلات، مرددًا العبارات التراثية التي تملأ الأجواء بروحانيات الشهر الفضيل.

"أبو طبيلة".. رمز المسحراتي وأهازيجه الخالدة في ليالي رمضان

يعرف المسحراتي في المنطقة الشرقية بلقب "أبو طبيلة"، نسبة إلى الطبل الذي يستخدمه لإيقاظ الناس للسحور.

وبين الأزقة الضيقة والبيوت العتيقة، تتردد صدى كلماته التي تحمل معاني التقوى والبركة، مثل: "أصحى يا نايم وحد الدايم"، "السحور يا عباد الله"، "لا إله إلا الله محمد رسول الله".

هذه الأهازيج التراثية ليست مجرد كلمات، بل هي جزء من الذكريات الجماعية التي يعيشها الأهالي كل عام، ممزوجة بأصوات الطبول التي تعيدهم إلى الأيام الخوالي.

حكايات المسحراتي: مهنة يتوارثها الأبناء عن الآباء

في الأحساء، يجوب المسحراتي سمير محمد العايش أزقة قرية الرميلة منذ أكثر من 15 عام، حامل مهنة والده، مستعيد معها دفء الذكريات الرمضانية.

وعلى ذات النهج، يسير المسحراتي يحيى علي العليوي من قرية المركز، الذي يؤكد أن لكل مرحلة من شهر رمضان أهازيجها الخاصة، فمع بداية الشهر يرحب بالأهالي بعبارات الفرحة بقدومه، بينما مع اقتراب نهايته، يردد كلمات الوداع المؤثرة، مثل: "الوداع.. يا الوداع.. يا شهر رمضان.. الوداع.. يا الوداع.. يا شهر الصيام"، حيث يعيش الناس لحظات الفرح والحنين مع اقتراب رحيل هذا الضيف العزيز.

المسحراتي والأهالي: ذكريات محفورة في القلوب وأجواء رمضانية لا تُنسى

يرتبط المسحراتي بوجدان الأهالي، فهو ليس مجرد شخص يؤدي مهمة، بل هو صانع أجواء رمضان في الحي، يعيد لهم مشاعر الطفولة عندما كانوا يركضون خلفه، يرددون معه الأهازيج ويمسكون بطبلته الصغيرة، محاولين تقليده.

تلك اللحظات التي تشكل جزءًا من ذاكرة رمضان عند الأجيال المختلفة، حيث يقول الأهالي إن سماع صوت الطبل وقت السحور يبعث فيهم الحنين إلى الماضي، ويعيد إليهم بساطة الأيام التي لم يكن فيها منبهات حديثة، بل كانت القلوب تنتظر نداء المسحراتي لتستيقظ.

دور المسحراتي في إحياء الموروث الشعبي الرمضاني

ما زال العديد من المسحراتية يحافظون على هذه العادة رغم اندثارها في بعض المناطق، حيث يعتبرون أنفسهم حراس للتراث الشعبي، يسعون للحفاظ على هذا التقليد، ليس فقط كوسيلة لإيقاظ الناس للسحور، ولكن كجزء من الثقافة الرمضانية التي تضفي على ليالي الشهر الكريم طابع مميز.

فهم ليسوا مجرد أشخاص يجوبون الشوارع، بل هم جزء من روح رمضان التي تسكن الأحياء القديمة، يربطون الأجيال الحاضرة بالماضي الجميل، ويُشعرون الجميع بروحانية الشهر الفضيل.