السعودية تستعد لتطبيق هذه القرارات التي ستنهي ظاهرة غياب الطلاب عن المدارس في رمضان

السعودية تستعد لتطبيق هذه القرارات التي ستنهي ظاهرة غياب الطلاب
  • آخر تحديث

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتغير أنماط الحياة اليومية، مما يؤثر بشكل مباشر على العملية التعليمية للطلاب، وفي ظل هذه التحديات، قدم الدكتور معتوق الشريف دليل إرشادي شامل لمساعدة أولياء الأمور على دعم تعلم أبنائهم من المنزل، وتعزيز الشراكة بين الأسر والمؤسسات التعليمية. 

السعودية تستعد لتطبيق هذه القرارات التي ستنهي ظاهرة غياب الطلاب 

بهدف الحد من الفاقد التعليمي وتمكين الطلاب من تحقيق أفضل النتائج الدراسية خلال هذا الشهر الفضيل.

دور ولي الأمر في تعزيز التعلم من المنزل خلال رمضان

يؤكد الدكتور الشريف أن الهدف الرئيسي من هذا الدليل هو جعل ولي الأمر شريك فاعل في دعم تعلم أبنائه من المنزل، وليس بديلا عن المعلم المتخصص.

فالمعلم يظل صاحب الخبرة في التدريس، لكن بموجب هذا الدليل، يتم توضيح كيفية تعاون أولياء الأمور مع المدرسة من خلال خطوات عملية تساهم في تحسين نواتج التعلم ومعالجة الفاقد التعليمي، مما يمكن الطلاب من النجاح والتفوق، حتى في ظل التحديات التي يفرضها شهر رمضان.

التسرب التعليمي خلال رمضان: مشكلة تتطلب حلولًا فورية

يشير الدكتور الشريف إلى أن التسرب الدراسي يعد من أخطر الظواهر التي تواجه التعليم، حيث لا يقتصر تأثيره على الطالب فحسب، بل يمتد ليهدد المجتمع بأسره.

ويتخذ التسرب أشكال مختلفة، مثل الشرود الذهني أثناء الدروس، التأخر في الحضور الصباحي، الغياب الجزئي أو الكلي عن المدرسة، والانقطاع المؤقت عن الدراسة، وهو ما يزداد بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان.

ويؤكد الشريف أن هذه المشكلات تُضعف من قدرة الطلاب على اكتساب المهارات المطلوبة لمستقبلهم التعليمي والمهني.

لذلك، يناشد الدكتور الشريف أولياء الأمور بأهمية التعاون مع المؤسسات التعليمية للحد من هذه الظاهرة، عبر تنفيذ استراتيجيات تساعد في ضبط سلوكيات الطلاب وتحفيزهم على الاستفادة القصوى من الدراسة، سواء داخل المدرسة أو من خلال التعلم الذاتي في المنزل.

أهمية إشراك أولياء الأمور في العملية التعليمية

في ظل التطورات التي يشهدها التعليم خلال شهر رمضان، يصبح من الضروري أن يتحمل أولياء الأمور جزءًا من المسؤولية لدعم تعلم أبنائهم.

فبعض الطلاب قد يحضرون إلى المدرسة جسديًا، لكنهم يعانون مما يعرف بـ"التسرب التعليمي المرحلي"، أي أنهم يكونون موجودين في الصف دون وعي أو تركيز كافٍ لاستيعاب المحتوى التعليمي.

وهنا يأتي دور ولي الأمر في تعويض هذا النقص من خلال توفير بيئة تعليمية مناسبة في المنزل، ومتابعة التقدم الدراسي للأبناء وفقًا للإرشادات التي يقدمها الدليل.

عوامل نجاح التعلم المنزلي خلال شهر رمضان

من العوامل الأساسية التي تساعد على تحقيق التعلم الفعال في المنزل:

  • توفير بيئة هادئة: الحد من المشتتات وضمان تركيز الطالب أثناء الدراسة.
  • وضع جدول دراسي واضح: مساعدة الطالب في تنظيم وقته والالتزام بالجدول الزمني المحدد.
  • توفير المستلزمات التعليمية الأساسية: ضمان حصول الطالب على جميع الأدوات اللازمة للدراسة وفقًا للمادة الأولى من نظام حماية الطفل.
  • تشجيع الحوار حول التعلم: إجراء مناقشات يومية حول الدروس والمفاهيم التي يتعلمها الطالب.
  • التواصل المستمر مع المعلم: في حال احتاج الطالب إلى دعم إضافي.

استراتيجيات مبتكرة لتعزيز التعلم من المنزل

يقترح الدكتور الشريف عدة تقنيات فعالة يمكن لأولياء الأمور تبنيها لدعم تعلم أبنائهم خلال شهر رمضان، ومن أبرزها:

  • بناء السلوك الإيجابي نحو التعلم
    • تحقيق النجاح الأكاديمي يبدأ من خلال ترسيخ عقلية إيجابية لدى الطالب تجاه التعلم.
    • ويؤكد الدكتور الشريف أن تعزيز مفهوم "عقلية النمو" يساعد الطالب على إدراك أن الذكاء ليس ثابت، بل يمكن تنميته من خلال الجهد والمثابرة.
    • فإذا تعلم الطالب أن الأخطاء ليست فشلا، بل فرصً للتعلم، فسيصبح أكثر استعداد للتحديات الدراسية.
  • التفكير في التفكير (التعلم الاستراتيجي)
    • هذه التقنية تساعد الطلاب على فهم أفضل الطرق التي تناسبهم للتعلم، وتعزز قدرتهم على حل المشكلات واتخاذ قرارات صحيحة، ويمكن لأولياء الأمور مساعدة أبنائهم على تطبيق هذه الاستراتيجية من خلال:
      • مساعدتهم في إدارة الوقت بفعالية.
      • تحديد الأهداف الدراسية ومتابعة تحقيقها.
      • توفير مساحة مخصصة للتعلم داخل المنزل.
      • تحفيزهم على طرح الأسئلة حول فهمهم للمادة، مثل: "ما الذي يمكنني تغييره في استراتيجيتي الدراسية؟ هل اقتربت من تحقيق هدفي؟".
  • التدريب المستمر لاكتساب المعرفة
    • يشبه الدماغ العضلة التي تحتاج إلى تدريب منتظم كي تنمو، ولذلك فإن تكرار الممارسة هو أحد أفضل الطرق لترسيخ المعلومات.
    • ينصح الدكتور الشريف أولياء الأمور باستخدام التطبيقات الإلكترونية والذكاء الاصطناعي لتدريب أبنائهم على إتقان الأساسيات، مما يسهل عليهم الانتقال إلى مستويات تعليمية أكثر تعقيد.
  • الحوارات الهادفة لتعزيز التفكير والتحليل
    • يعتبر الحوار الفعال داخل المنزل من أهم الأدوات التي يمكن استخدامها لدعم التعلم، حيث يساعد على تنمية مهارات التفكير النقدي والاستدلالي لدى الطالب، ومن النصائح التي يقدمها الدكتور الشريف في هذا السياق:
    • عدم الاكتفاء بالثناء العام على أداء الطالب، مثل قول "أحسنت"، بل تقديم ملاحظات بناءة، مثل: "أنا فخور بك لأنك أعدت قراءة هذه الجملة عندما واجهت صعوبة".
    • تعزيز النقاشات اليومية حول الموضوعات التي يدرسها الطالب وربطها بالحياة العملية.
    • تهيئة بيئة من الاحترام المتبادل داخل المنزل لجعل الحوار أكثر فاعلية، خاصة في مرحلة المراهقة.

مسؤولية مشتركة لتحقيق النجاح التعليمي في رمضان

ختامًا، يشدد الدكتور معتوق الشريف على أن نجاح العملية التعليمية خلال شهر رمضان يعتمد على التعاون الوثيق بين المدرسة وأولياء الأمور.

فدور ولي الأمر لا يقتصر على متابعة أداء ابنه، بل يمتد إلى توفير بيئة داعمة، وتبني استراتيجيات فعالة تعزز من قدرة الطالب على التعلم والاستيعاب.

ومن خلال تطبيق التوجيهات التي يقدمها هذا الدليل، يمكن للطلاب تجاوز تحديات الدراسة في رمضان وتحقيق التفوق الأكاديمي الذي يطمحون إليه.