السعودية تنشر تفاصيل حدود الحرم الجغرافية وأين تنتهي حدود الحرم في جميع الاتجاهات

السعودية تنشر تفاصيل حدود الحرم الجغرافية وأين تنتهي حدود الحرم
  • آخر تحديث

أعلنت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة عن تفاصيل الحدود الجغرافية للحرم المكي، مؤكدة أن مساحته تبلغ 87.5 كيلومتر مربع، مما يجعله من أقدس الأماكن التي يضاعف فيها أجر الصلاة، ولا تقتصر قدسيته على ساحات المسجد الحرام فقط. 

السعودية تنشر تفاصيل حدود الحرم الجغرافية وأين تنتهي حدود الحرم 

تمتد حدود الحرم المكي في عدة اتجاهات، حيث تبدأ شمال من المسجد الحرام وتمتد حتى منطقة التنعيم على بُعد 5 كيلومترات. في الاتجاه الغربي، تصل الحدود نحو محافظة جدة لمسافة 18 كيلومترًا.

جنوبًا، تمتد الحدود باتجاه مشعر عرفة حتى 20 كيلومترًا من المسجد الحرام، أما شرقًا، فتصل الحدود إلى منطقة الجعرانة على بُعد 14.5 كيلومتر، وبذلك، تُغطي حدود الحرم مساحة إجمالية تقارب 560 كيلومترًا مربعًا. 

تعتبر مكة المكرمة موطن البركة والسكينة ومهبط الوحي ومنطلق الرسالة، حيث يجد ضيف الرحمن فيها روحانية لا تقتصر على المسجد الحرام فقط، بل تمتد خارج المسجد الحرام وتتسِع لتشمل جميع مساجدها مثل مسجد عائشة الراجحي، ومجمع البلد الأمين، وجامع عبدالقادر النصير، وجامع المهاجرين، ومسجد الملك عبدالعزيز، وجامع الأميرة فهدة السديري وجامع الشيخ بن باز، وغيرها من المساجد التي يشملها أجر مضاعفة الصلاة كما تمثل هذه المساجد وغيرها بوابة استكشاف للعاصمة المقدّسة. 

وقد سخرت الجهات المعنية كل جهودها للعناية بالمساجد داخل حد الحرم لتتسع لزوار مكة المكرمة خصوصا في المواسم المتنوعة؛ امتثالاً لقوله تعالى (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشَ إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين) (١٨) سورة التوبة؛ واهتماماً بما توليه حكومة المملكة العربية السعودية في تقديم أفضل الخدمات التي تليق بالمعتمر والحاج. 

الجدير بالذكر أن هذه الحملة تأتي لتؤكد الدور التوعوي من الهيئة الملكية لسكان وزوار مدينة مكة المكرمة بثواب الصلاة داخل حدود الحرم

تفاصيل الحدود الجغرافية للحرم المكي واتجاهاتها

أوضحت الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة أن حدود الحرم المكي الجغرافية قد تم تحديدها منذ العهد النبوي، وهي تشمل مناطق متعددة تمتد لمسافات متفاوتة في جميع الاتجاهات من المسجد الحرام.

ويأتي هذا التوضيح في إطار الجهود المستمرة لتعريف المسلمين بهذه الحدود التي تحظى بقدسية خاصة، حيث تضاعف فيها الأجور وتفرض بعض الأحكام الشرعية الخاصة بها، مثل تحريم الصيد وقطع الأشجار وعدم إخراج أحد منها قسر.

الحدود الجغرافية للحرم المكي في جميع الاتجاهات

  • الشمال: تمتد حدود الحرم حتى منطقة التنعيم (مسجد عائشة) على مسافة 6.5 كم من المسجد الحرام.
  • الجنوب: تصل الحدود إلى منطقة "أدنى الحل" قرب مشعر عرفات، وتبلغ المسافة 12.5 كم.
  • الشرق: تمتد الحدود حتى منطقة الجعرانة، وتبعد حوالي 14.5 كم عن المسجد الحرام.
  • الغرب: تصل الحدود إلى منطقة الشميسي، وتبعد 12 كم عن المسجد الحرام.

تقدر مساحة الحرم المكي الإجمالية بنحو 87.5 كيلومتر مربع، وهو ما يعادل المساحة التي حددها العلماء والمؤرخون في القرون الماضية بناء على معالم واضحة مثل الجبال والوديان والمعالم الطبيعية التي تمثل الحدود الفاصلة بين الحلّ والحرم.

التاريخ الشرعي والجغرافي لحدود الحرم المكي

يعود تاريخ تحديد هذه الحدود إلى عهد النبي محمد ﷺ، حيث أمر بوضع علامات (أنصاب الحرم) التي ظلت معالمها محفوظة عبر العصور.

وقد تم تجديدها في عصور مختلفة للتأكد من بقائها واضحة للحجاج والمعتمرين، وكان الخلفاء والملوك يجددون هذه العلامات باستمرار، بما في ذلك التجديد الذي تم في عهد الملك عبدالعزيز ثم الملك فهد، وأخيرا التجديدات الحديثة التي قامت بها الجهات المسؤولة في المملكة لضمان وضوحها واستمراريتها.

يتميز الحرم المكي بخصوصية شرعية تتمثل في كونه المكان الذي تضاعف فيه أجر العبادات، وهو محظور فيه الصيد أو قطع الأشجار أو إراقة الدماء، وفقا لما ورد في الحديث النبوي الشريف: "إن مكة حرمها الله، لا يعضد شجرها، ولا ينفر صيدها".

الخدمات والتطوير داخل حدود الحرم

تحظى منطقة الحرم بعناية خاصة من حكومة المملكة العربية السعودية، حيث يتم تنفيذ العديد من المشروعات الضخمة لضمان راحة الحجاج والمعتمرين، ومنها:

  • توسعة الطرق والممرات المؤدية إلى الحرم، بما في ذلك مشروع تطوير مداخل مكة والمشاعر المقدسة.
  • إنشاء مواقف متعددة الطوابق للحافلات والسيارات بالقرب من حدود الحرم، لتسهيل التنقل وتقليل الازدحام داخل المنطقة المركزية.
  • تطوير البنية التحتية لأنظمة النقل، مثل تشغيل قطار الحرمين السريع الذي يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة وجدة، لتسهيل وصول الزوار من مختلف أنحاء المملكة والعالم الإسلامي.
  • إنشاء مراكز توجيهية عند مداخل الحرم لتعريف الزوار والمعتمرين بحدود الحرم وأحكامه الشرعية.

دور الهيئة الملكية لمكة المكرمة في تعزيز الوعي

أطلقت الهيئة الملكية لمكة المكرمة عدة حملات توعوية لتعريف الزوار بحدود الحرم وأهميتها الدينية، ومن أبرز هذه الحملات حملة "مكة كلها حرم" التي تهدف إلى:

  • نشر الوعي حول فضل مضاعفة الأجر في جميع المساجد الواقعة ضمن حدود الحرم، وليس فقط في المسجد الحرام.
  • توضيح الأحكام الشرعية التي تتعلق بالمناطق الواقعة داخل حدود الحرم، بما في ذلك تحريم الصيد والاعتداء على الأشجار والنباتات الطبيعية.
  • إرشاد الحجاج والمعتمرين إلى أماكن حدود الحرم المكي عبر خرائط إلكترونية ومنصات رقمية، لتسهيل معرفة الامتداد الجغرافي للحرم.

أهمية التعريف بحدود الحرم في العصر الحديث

مع التوسع العمراني السريع لمكة المكرمة، أصبح من الضروري زيادة التوعية حول الحدود الشرعية للحرم، خاصة أن العديد من الزوار لا يدركون أن هناك مواقع خارج المسجد الحرام لا تزال مشمولة بفضل مضاعفة الأجر.

ولهذا السبب، تقوم الجهات المختصة بتوضيح هذه المواقع عبر اللوحات الإرشادية، والخرائط التفاعلية المتاحة على التطبيقات الرسمية لمكة المكرمة، إضافة إلى دعم الحملات الإعلامية التي تسلط الضوء على هذه المعلومات.

تعكس الجهود الحالية التي تبذلها المملكة العربية السعودية في توضيح حدود الحرم المكي التزامها بتسهيل أداء العبادات للحجاج والمعتمرين، وتعزيز فهم المسلمين لأحكام المناطق المقدسة.

ومن خلال الحملات التوعوية وتحديث البنية التحتية، تواصل مكة المكرمة الحفاظ على مكانتها كأقدس بقاع الأرض، حيث يضاعف فيها الأجر وتُهيأ الأجواء لأداء المناسك في طمأنينة وراحة.