الزعاق يحدد بالهجري والميلادي موعد صيام رمضان مرتين في سنة واحدة وفي السعودية أصبحت قريبة جداً

الزعاق يحدد بالهجري والميلادي موعد صيام رمضان مرتين في سنة واحدة
  • آخر تحديث

يعد شهر رمضان أحد أكثر الشهور تميز في التقويم الهجري، فهو الشهر الذي يرتبط بالصيام والعبادات والتقرب إلى الله، لكنه أيضًا يتمتع بخاصية فريدة تجعله يمر عبر الفصول الأربعة خلال دورة زمنية تمتد لعدة عقود، حيث أوضح خبير الطقس الدكتور خالد الزعاق أن رمضان يتحرك عبر الفصول الأربعة كل 33 عام تقريبا، مما يجعله يتنقل تدريجي بين الشتاء والربيع والصيف والخريف، ويبقى في كل فصل لمدة 9 سنوات متتالية، تتفاوت فيها شدته من حيث درجات الحرارة وطول ساعات الصيام وفقًا للموقع الجغرافي لكل دولة.

الزعاق يحدد بالهجري والميلادي موعد صيام رمضان مرتين في سنة واحدة

بما أن التقويم الهجري يعتمد على الدورة القمرية وليس الشمسية، فإن السنة الهجرية أقصر من السنة الميلادية بحوالي 11 يوم، مما يؤدي إلى تراجع موعد رمضان عام بعد عام وفقًا للتقويم الميلادي، ما يجعله يمر عبر جميع فصول السنة بشكل متكرر.

عندما يحل رمضان في فصل الشتاء، يكون الصيام أكثر راحة من حيث درجات الحرارة المنخفضة وقصر عدد ساعات النهار، بينما يكون أكثر مشقة عندما يأتي في الصيف، حيث تزداد درجات الحرارة وتطول ساعات الصيام، لا سيما في الدول الواقعة في المناطق القريبة من خط الاستواء أو تلك التي تشهد نهار طويل خلال فصل الصيف.

ظاهرة صيام رمضان مرتين في نفس السنة الميلادية: متى ستتكرر؟

من الظواهر الفلكية النادرة التي تحدث بين الحين والآخر هي وقوع شهر رمضان مرتين في نفس السنة الميلادية، وهذه الظاهرة تعرف شعبيًا بـ"السنة المبروكة"، ويرجع سبب حدوثها إلى قصر السنة الهجرية مقارنة بالسنة الميلادية، مما يؤدي إلى تقدم موعد رمضان كل عام حتى يتكرر مرتين في سنة واحدة بفارق زمني يقارب 11 يوم بين كل سنة.

وفقًا للدكتور خالد الزعاق، فإن هذه الظاهرة قد وقعت في عام 1965 ثم تكررت مجددًا عام 1997، ومن المتوقع أن يشهد العالم تكرارها مرة أخرى في عام 2030، حيث سيصوم المسلمون رمضان في بداية العام الميلادي، ثم سيحل مرة أخرى في نهايته، وبعد ذلك ستتكرر هذه الظاهرة في عام 2063.

الأثر الديني والثقافي لهذه الظاهرة على المسلمين حول العالم

وقوع شهر رمضان مرتين في نفس السنة الميلادية يعد حدث استثنائي يحمل دلالات روحانية خاصة لدى المسلمين، حيث يتيح لهم فرصة مضاعفة لأداء العبادات والتقرب إلى الله، كما أن له انعكاسات ثقافية واجتماعية واقتصادية، إذ يؤثر على مواعيد العطل والإجازات، ويزيد من النشاط الاقتصادي المرتبط بالموسم الرمضاني، مثل حركة الأسواق وارتفاع الطلب على المواد الغذائية والمنتجات الرمضانية.

كيف يؤثر موقع رمضان في الفصول على أنماط الصيام والعادات الرمضانية؟

يتكيف المسلمون مع اختلاف توقيت رمضان في الفصول الأربعة من خلال أنماط مختلفة من العادات الغذائية والعبادات اليومية، ففي فصل الصيف مثلاً، تزداد الحاجة إلى شرب كميات كبيرة من الماء والتركيز على الأطعمة التي تمنح طاقة مستدامة طوال النهار، بينما في الشتاء يكون الإفطار أكثر دفئ، وتتنوع الأكلات بما يناسب الطقس البارد، كما تتفاوت الأنشطة الرمضانية بين الفصول، فالصلاة والقيام والعبادات الليلية تكون أكثر راحة في الشتاء لطول الليل، بينما قد تكون أكثر تحدي في الصيف بسبب قصر الفترة بين الإفطار والسحور.

رمضان بين الماضي والمستقبل: كيف سيتغير نمط الصيام مع مرور السنين؟

مع استمرار حركة رمضان عبر الفصول، ستظل أنماط الصيام والعادات الرمضانية تتغير تبعا لظروف الطقس وطول ساعات النهار، وستشهد الأجيال القادمة تكرار الظواهر التي شهدها المسلمون في العقود السابقة، مما يعزز الفهم الفلكي والزمني للشهر الفضيل، ويجعل المسلم أكثر وعي بكيفية تأثير الزمن على عباداته وأنشطته الدينية والاجتماعية.

ومع تكرار ظاهرة صيام رمضان مرتين في عام 2030، سيحظى المسلمون بفرصة استثنائية لصيام شهرين رمضان في سنة واحدة، وهو ما يجعله عام مميز في الذاكرة الدينية والتاريخية.