هذا ما يحدث لفائض وجبات الافطار في المسجد الحرام ومحيطه كل يوم

هذا ما يحدث لفائض وجبات الافطار في المسجد الحرام ومحيطه
  • آخر تحديث

مع حلول شهر رمضان المبارك ووسط الأجواء الإيمانية التي تملأ ساحات المسجد الحرام والمسجد النبوي، أطلقت جمعية إكرام مبادرتها النوعية "جد بها" للسنة الخامسة على التوالي، والتي تهدف إلى حفظ فائض وجبات الإفطار في الحرمين الشريفين بآلية منظمة تضمن تقليل الهدر الغذائي وتعزيز الاستفادة المثلى من الطعام.

هذا ما يحدث لفائض وجبات الافطار في المسجد الحرام ومحيطه

وتتميز هذه المبادرة بمشاركة 500 متطوع ومتطوعة من الشباب الذين يسهمون في تنفيذها بكفاءة عالية، مما يجعلها واحدة من أبرز المشاريع الرمضانية الهادفة إلى تحقيق الاستدامة الغذائية ونشر ثقافة حفظ النعمة.

تعاون استراتيجي مع الهيئة العامة للعناية بالحرمين لتنفيذ المبادرة وفق أعلى معايير السلامة

انطلاقا من الحرص على تحقيق أهداف المبادرة بأفضل صورة ممكنة، وقعت جمعية إكرام مذكرة تفاهم مع الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، حيث تم وضع خطة تنفيذية دقيقة لتوزيع فرق العمل التطوعية داخل ساحات الحرمين، بهدف جمع وفرز فائض وجبات الإفطار وفق معايير سلامة غذائية صارمة.

يتم بعد ذلك إعادة توزيع الطعام بطريقة منظمة بحيث يصل إلى الأسر المحتاجة والصائمين في عدد من المساجد المنتشرة في مختلف المناطق خارج الحرمين، ما يسهم في تقديم وجبات متكاملة تحافظ على قيمتها الغذائية وجودتها العالية.

شباب متطوعون بروح العطاء والعمل الخيري يسهمون في تحقيق التكافل الاجتماعي خلال الشهر الفضيل

يعد العمل التطوعي ركيزة أساسية في نجاح هذه المبادرة، حيث يشارك مئات الشباب والفتيات بروح عالية من العطاء والإحساس بالمسؤولية، مقدمين نموذج مشرف للتعاون الاجتماعي.

يتولى المتطوعون مسؤولية فرز الأطعمة وتعبئتها بطرق صحية، إضافة إلى تنظيم عمليات التوزيع بشكل احترافي يضمن وصول الوجبات إلى المستفيدين بكل سهولة وسلاسة.

ويؤكد هذا المشروع أهمية تمكين الشباب واستثمار طاقاتهم في أعمال الخير وخدمة زوار الحرمين الشريفين، ما يسهم في غرس قيم العمل الإنساني والتطوعي في المجتمع.

نحو بيئة مستدامة ومسؤولية مجتمعية في تقليل الهدر الغذائي والحفاظ على النعم

لا تقتصر مبادرة "جد بها" على توزيع الطعام فقط، بل تهدف إلى إحداث تغيير إيجابي في سلوكيات المجتمع تجاه النعمة والحد من الإسراف، من خلال نشر التوعية حول أهمية الاستهلاك المسؤول للطعام.

فمن خلال هذه الجهود، يتم تحويل فائض الطعام من مجرد كميات مهدرة إلى مورد غذائي يستفيد منه الآلاف، مما يعزز من مفهوم الاقتصاد الدائري والاستدامة البيئية، في انسجام تام مع رؤية المملكة 2030 التي تدعو إلى الحد من الفقد والهدر الغذائي وتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة.

نقلة نوعية في مشاريع حفظ الطعام واستمرار للمبادرات التطوعية داخل الحرمين الشريفين

مع النجاح المستمر الذي تحققه مبادرة "جد بها"، تتجه الأنظار إلى المستقبل، حيث يتم العمل على تطوير آليات جديدة لحفظ الطعام بشكل أكثر كفاءة، عبر توظيف تقنيات حديثة في عمليات الفرز والتوزيع، إضافةً إلى تعزيز الشراكات مع جهات أخرى لضمان استدامة المبادرة وزيادة عدد المستفيدين منها سنويًا.

ويعكس هذا المشروع اهتمام المملكة وقيادتها الرشيدة بتعزيز العمل الخيري في الأماكن المقدسة، وإيجاد حلول عملية لمشكلة الهدر الغذائي بطرق مبتكرة تجعل من هذه المبادرة نموذج يحتذى به في العالم الإسلامي.

رسالة إنسانية عظيمة تعزز قيم التكافل والتعاون خلال رمضان المبارك

في نهاية المطاف، تظل مبادرة "جد بها" أكثر من مجرد مشروع لحفظ الطعام، فهي رسالة إنسانية تعكس روح رمضان الحقيقية، القائمة على العطاء والتكافل والتعاون، وهي دعوة مفتوحة لكل فرد في المجتمع للمساهمة في نشر ثقافة حفظ النعمة، سواء من خلال التطوع أو عبر تبني سلوكيات أكثر وعي في استهلاك الطعام.

ومع تزايد الوعي بأهمية هذه القضايا، تبرز مثل هذه المبادرات كحلول عملية وفعالة تعزز الخير والعطاء في المجتمع، وتجعل من رمضان فرصة ذهبية لممارسة القيم النبيلة على أرض الواقع.