عاجل: الغذاء والدواء تحذر من نوع تونة معلبة بسبب احتواءها مواد ملوثة قد تسبب الشلل

الغذاء والدواء تحذر من نوع تونة معلبة بسبب احتواءها مواد ملوثة قد تسبب الشلل
  • آخر تحديث

في إعلان خطير يثير القلق حول العالم، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تحديث رسميا بشأن سحب شامل لعدد كبير من منتجات التونة المعلبة بعد اكتشاف احتمال تلوثها ببكتيريا "كلوستريديوم البوتولينوم" القاتلة، والتي تعرف بإنتاج سموم شديدة الخطورة قادرة على التسبب في حالات تسمم غذائي حاد قد يؤدي إلى الشلل أو حتى الوفاة في بعض الحالات.

الغذاء والدواء تحذر من نوع تونة معلبة بسبب احتواءها مواد ملوثة قد تسبب الشلل

هذه البكتيريا تشكل خطر جسيم لأنها تزدهر في البيئات منخفضة الأكسجين، مثل العلب المعبأة بشكل غير محكم، ما يزيد من احتمالات الإصابة عند تناول الطعام الملوث.

وقد جاء هذا الإجراء التحذيري بالتزامن مع إعلان هيئة سلامة وتفتيش الأغذية (FSIS) عن مخاطر صحية خطيرة مرتبطة بهذه المنتجات، ما دفع الجهات الرقابية إلى رفع مستوى التحذير واتخاذ إجراءات وقائية صارمة.

السبب وراء سحب منتجات التونة المعلبة: خلل في الإغلاق يسمح بتسرب البكتيريا القاتلة

بدأت المخاوف تتصاعد بعد اكتشاف وجود خلل في غطاء بعض عبوات التونة، ما قد يسمح بتسرب البكتيريا الخطيرة إلى داخل العلبة.

ووفقًا لخبراء سلامة الأغذية، فإن هذه المشكلة تؤدي إلى بيئة مثالية لنمو بكتيريا "كلوستريديوم البوتولينوم"، التي تنتج سموم عصبية مميتة يمكن أن تسبب شلل في الجهاز التنفسي وتؤثر بشكل مباشر على وظائف العضلات والأعصاب، مما قد يكون مميت في حال عدم التدخل الطبي الفوري.

وتشير التقارير الطبية إلى أن هذه السموم تعد من أخطر المواد السامة التي يمكن أن تنتقل عبر الطعام، حيث تكفي كميات ضئيلة جدا منها لإحداث آثار خطيرة على صحة الإنسان، مما يفسر القلق الكبير الذي أثاره هذا الإعلان.

الأعراض الخطيرة المرتبطة بالتسمم البوتوليني والفترة الزمنية لظهورها

وفقًا لهيئة سلامة وتفتيش الأغذية الأمريكية، تبدأ أعراض التسمم الناتج عن تناول المنتجات الملوثة خلال فترة تتراوح بين 12 إلى 36 ساعة بعد الاستهلاك، إلا أن بعض الحالات قد تستغرق ما بين 4 إلى 8 أيام قبل ظهور العلامات الأولية للعدوى.

وتشمل الأعراض المبكرة التي قد تظهر على المصابين الغثيان والتقيؤ والتعب العام والدوار، إضافة إلى الشعور بضعف في العضلات وصعوبة في التركيز.

ومع تفاقم الحالة، قد يؤدي التسمم البوتوليني إلى مشكلات خطيرة مثل فشل الجهاز التنفسي، انسداد مجرى الهواء، صعوبة في البلع أو التحدث، وضعف تدريجي في الأطراف، ما يتطلب رعاية طبية طارئة للحيلولة دون تفاقم الأعراض إلى مستويات مميتة.

الشركات المتأثرة والعلامات التجارية التي شملها قرار السحب الرسمي

بدأت عملية السحب الشامل في فبراير الماضي من قبل شركة "تراي-يونيون سيفودز"، وهي واحدة من أكبر الشركات المنتجة للتونة المعلبة، حيث شمل السحب العديد من العلامات التجارية الشهيرة التي تباع في الأسواق العالمية، بما في ذلك منتجات "جينوفا"، و"تريدر جوز"، و"إتش إي بي"، و"فان كامب"، وهي أسماء تحظى بشعبية كبيرة لدى المستهلكين، مما يرفع مستوى القلق حول مدى انتشار هذه المنتجات في الأسواق المختلفة.

وبسبب الخطورة المحتملة التي قد يسببها استهلاك هذه المنتجات، قامت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية برفع تصنيف السحب إلى الفئة الثانية، ما يعني أن هذه المنتجات قد تتسبب في "عواقب صحية مؤقتة أو قابلة للعلاج طبيًا"، إلا أن الجهات الرقابية لا تزال تواصل تحقيقاتها لتحديد مدى الخطورة الكاملة للتلوث ومدى انتشاره في المنتجات المتوفرة في الأسواق.

إجراءات وقائية لحماية المستهلكين وتوصيات السلامة الغذائية لتجنب الإصابة

تحث إدارة الغذاء والدواء الأمريكية المستهلكين على التحقق الفوري من المنتجات الموجودة لديهم، والتوقف عن استهلاك أي عبوات مشمولة في قائمة السحب، والتخلص منها فورا بطريقة آمنة، أو إعادتها إلى المتاجر التي تم شراؤها منها لاسترداد الأموال.

كما توصي الجهات الصحية بعدم تذوق أي منتج مشتبه به، حتى وإن لم تظهر عليه علامات تلف واضحة، لأن بكتيريا "كلوستريديوم البوتولينوم" لا تؤثر بالضرورة على الطعم أو الرائحة أو الشكل العام للطعام، ما يجعل من الصعب اكتشاف التلوث بالعين المجردة.

بالإضافة إلى ذلك، ينصح المستهلكون بالاحتفاظ بالأطعمة المعلبة في بيئات تخزين مناسبة وفقًا لتعليمات الشركات المصنعة، وعدم استخدام أي عبوات تظهر عليها انتفاخات أو تسريبات، حيث قد تكون هذه المؤشرات دليل على وجود خلل في الإغلاق يسمح بتكاثر البكتيريا.

تداعيات السحب وتأثيره على سوق المنتجات الغذائية المعلبة وإجراءات الشركات لضمان السلامة مستقبلا

أثار هذا السحب الواسع للمنتجات حالة من القلق بين المستهلكين في مختلف أنحاء العالم، مما دفع العديد من الجهات الرقابية إلى إعادة تقييم معايير الجودة والسلامة الخاصة بالمنتجات المعلبة، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا.

من المتوقع أن تتخذ الشركات المنتجة إجراءات إضافية لتعزيز عمليات التفتيش الصارمة على خطوط الإنتاج، بما في ذلك تحسين تقنيات التعليب، وإجراء اختبارات دورية للكشف عن أي تلوث محتمل قبل توزيع المنتجات في الأسواق.

كما ستعمل الجهات الرقابية على فرض إجراءات رقابية أكثر صرامة لضمان سلامة المنتجات الغذائية قبل وصولها إلى المستهلكين، حيث يمثل هذا الحادث تحذير جدي حول أهمية الالتزام بمعايير السلامة الغذائية العالمية، لحماية صحة المستهلكين ومنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.