السعودية: كل من يمتلك هذا المبلغ المالي في حسابه البنكي او في بيته فيجب عليه دفع زكاة المال وهذه هي نسبتها

كل من يمتلك هذا المبلغ المالي في حسابه البنكي او في بيته فيجب عليه دفع زكاة المال
  • آخر تحديث

الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وفريضة مالية تعكس قيم التكافل والتراحم في المجتمع الإسلامي، يجب على كل مسلم يمتلك المال بقدر معين أن يؤدي زكاته وفقًا للشريعة الإسلامية، ويعرف هذا المقدار بالنصاب.

كل من يمتلك هذا المبلغ المالي في حسابه البنكي او في بيته فيجب عليه دفع زكاة المال

ومن بين الأمور التي تشغل الكثيرين في المملكة العربية السعودية هو كيفية حساب نصاب زكاة المال بالريال السعودي، في هذا التقرير، سنشرح بالتفصيل مفهوم نصاب الزكاة، كيفية حسابه بالعملة السعودية، وشروط وجوب الزكاة، مع الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية.

ما هو نصاب الزكاة في الإسلام؟

النصاب هو الحد الأدنى من المال الذي يجب أن يمتلكه المسلم ليكون ملزم بإخراج الزكاة، إذا بلغ المال هذا الحد واستمر مع صاحبه لمدة عام هجري كامل، وجبت فيه الزكاة بنسبة محددة، ويختلف النصاب حسب نوع المال، سواء كان ذهب، فضة، أوراق نقدية، أو عروض تجارة.

  • نصاب الذهب: يحدد بـ 85 غرامًا من الذهب الخالص.
  • نصاب الفضة: يحدد بـ 595 غرامًا من الفضة.
  • النقد الورقي: يقاس النصاب فيه بناءً على القيمة السوقية لـ85 غرامًا من الذهب أو 595 غرامًا من الفضة.

كيفية حساب نصاب زكاة المال بالريال السعودي

لأن العملات الورقية مثل الريال السعودي ليست من الذهب أو الفضة، يتم تقدير النصاب بناء على قيمة أحدهما، لذلك، لمعرفة نصاب زكاة المال بالريال السعودي، يجب النظر إلى سعر الذهب والفضة في السوق في وقت الحساب.

  • تحديد سعر الذهب أو الفضة في يوم الحساب: يتم الاستعلام عن سعر جرام الذهب أو الفضة من الأسواق المالية أو المواقع الرسمية.
  • حساب النصاب بالريال السعودي: يتم ضرب سعر جرام الذهب في 85 غرامًا، أو سعر جرام الفضة في 595 غرامًا.
  • تحديد الزكاة الواجبة: إذا بلغ المال النصاب، يتم إخراج 2.5% (ربع العشر) من إجمالي المبلغ إذا مر عليه الحول (عام هجري كامل).

مثال تطبيقي: إذا كان سعر جرام الذهب 250 ريالًا سعوديًا، يكون النصاب كالتالي: 85 × 250 = 21,250 ريال سعودي بذلك، أي شخص يمتلك مبلغ 21,250 ريالًا سعوديًا أو أكثر لمدة سنة كاملة، يجب عليه إخراج الزكاة.

أما إذا تم حساب النصاب بالفضة وكان سعر الجرام 3 ريال سعودي، فإن الحساب سيكون: 595 × 3 = 1,785 ريال سعودي أي أن كل من يمتلك هذا المبلغ أو أكثر لمدة عام هجري، يجب عليه دفع الزكاة.

حكم الزكاة في الإسلام وأهميتها

الزكاة ليست مجرد فرض ديني، بل هي نظام مالي إسلامي يحقق التوازن بين الأغنياء والفقراء، ويعزز العدالة الاجتماعية. وهي فرض عين على كل مسلم تتوفر فيه شروط وجوبها، ودليل ذلك من القرآن الكريم قول الله تعالى: "وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ" (البقرة: 43).

كما أن النبي ﷺ أكد على أهمية الزكاة، ففي الحديث الذي أرسله فيه معاذ بن جبل إلى اليمن، قال: "فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ" (رواه البخاري ومسلم).

شروط وجوب الزكاة

حتى تكون الزكاة واجبة على المسلم، هناك شروط يجب تحققها، وهي:

  • الإسلام: لا تجب الزكاة على غير المسلمين.
  • البلوغ والعقل: الجمهور يرى أنها تجب حتى على الصغير والمجنون إذا كان لهما مال بلغ النصاب.
  • امتلاك النصاب: لا تجب الزكاة على من كان ماله أقل من النصاب.
  • حولان الحول: يجب أن يمر عام هجري كامل على المال بعد بلوغه النصاب.
  • الملكية التامة: أي أن يكون المال في حيازة الشخص حر التصرف به.

لمن تعطى الزكاة؟

حدد الإسلام الفئات المستحقة للزكاة في قوله تعالى: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (التوبة: 60).

وهم:

  • الفقراء: الذين لا يجدون حاجاتهم الأساسية.
  • المساكين: الذين يملكون القليل لكنه لا يكفيهم.
  • العاملون على الزكاة: المسؤولون عن جمع وتوزيع الزكاة.
  • المؤلفة قلوبهم: الذين يراد تثبيتهم على الإسلام أو تقوية إيمانهم.
  • في الرقاب: لتحرير العبيد والمعتقلين ظلماً.
  • الغارمون: من تراكمت عليهم الديون العاجزين عن سدادها.
  • في سبيل الله: دعم الجهاد والدعوة الإسلامية.
  • ابن السبيل: المسافر المحتاج.

أهمية إخراج الزكاة في حياة المسلم والمجتمع

إخراج الزكاة له فوائد عظيمة تعود على الفرد والمجتمع، منها:

  • تطهير المال والنفس: كما قال الله تعالى: "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا" (التوبة: 103).
  • تحقيق التكافل الاجتماعي: إذ تسد حاجات الفقراء والمساكين.
  • دعم الاقتصاد الإسلامي: حيث تدعم رأس المال وتحفز الإنتاج.
  • حفظ المال وزيادته: فالزكاة بركة للمال، وتزيده بدلاً من أن تنقصه.

الزكاة ليست مجرد التزام مالي، بل هي عبادة عظيمة تقوي الروابط الاجتماعية وتحفظ حقوق المحتاجين، لذلك، يجب على كل مسلم في المملكة العربية السعودية وفي جميع أنحاء العالم معرفة النصاب المحدد بالريال السعودي أو غيره من العملات، والحرص على إخراج الزكاة في وقتها.

فبذلك يحقق المسلم الطهارة الروحية، ويشارك في بناء مجتمع متماسك ومتعاون، نسأل الله أن يجعلنا من الملتزمين بفريضة الزكاة، وأن يبارك لنا في أموالنا وأرزاقنا.