بأمر من ولي العهد .. تغيير تاريخي في شكل أحد أقدم مساجد السعودية وصور تكشف كيف تحول إلى تحفة معمارية من الطراز الرفيع

تغيير تاريخي في شكل أحد أقدم مساجد السعودية
  • آخر تحديث

في خطوة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بالحفاظ على تراثها الثقافي والمعماري، شهد مسجد القبلي، الواقع في حي منفوحة التاريخي بمدينة الرياض، عملية ترميم شاملة أعادت إليه رونقه الأصلي.

تغيير تاريخي في شكل أحد أقدم مساجد السعودية

يأتي هذا المشروع ضمن المرحلة الثانية من "مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية"، الذي يهدف إلى ترميم وتأهيل المساجد التاريخية في مختلف مناطق المملكة.

تاريخ مسجد القبلي

يعتبر مسجد القبلي من أقدم المساجد في الرياض، حيث يعود تاريخ بنائه إلى عام 1100هـ (1689م)، خلال فترة حكم داواس بن عبدالله لمدينة منفوحة.

في عام 1364هـ (1945م)، أمر الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بإعادة بنائه، ليكون أقرب المساجد إلى قصر الإمارة آنذاك.

على مر العقود، شهد المسجد عدة عمليات ترميم، إلا أن الترميم الأخير أعاد إليه بريقه التاريخي.

الطراز النجدي في العمارة

تتميز عمارة مسجد القبلي بالطراز النجدي التقليدي، الذي يعتمد على استخدام المواد الطبيعية المحلية مثل الطين والأخشاب.

يعرف هذا الطراز بقدرته على التكيف مع البيئة الصحراوية والمناخ الحار، حيث يوفر عزل حراري طبيعي ويحافظ على برودة المباني من الداخل.

كما يعكس الطراز النجدي الثقافة المحلية من خلال التفاصيل الزخرفية والتصاميم الهندسية البسيطة والمتناسقة.

تفاصيل عملية الترميم

قبل الترميم، كانت مساحة المسجد تبلغ حوالي 642.85 متر مربع، ومع انتهاء أعمال التطوير، ازدادت المساحة إلى 804.32 متر مربع، مما رفع الطاقة الاستيعابية للمسجد إلى 440 مصليا، تم استخدام تقنيات البناء التقليدية في عملية الترميم، مع التركيز على:

  • الجدران: بنيت باستخدام الطين المدكوك، مما يوفر عزل حراري طبيعي ويحافظ على استدامة المبنى.
  • الأخشاب: نظرًا لندرة الأخشاب في المنطقة، تم استيراد النوعيات المطلوبة ومعالجتها بطرق تقليدية لضمان متانتها وحمايتها من التلف والحشرات.
  • الزخارف: تم تزيين الأبواب والنوافذ بنقوش يدوية باستخدام أدوات حادة لرسم الأشكال الهندسية التقليدية، مما يعكس الحرفية المحلية والاهتمام بالتفاصيل.

أهمية المشروع

يهدف "مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية" إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، منها:

  • إعادة تأهيل المساجد للعبادة: ضمان جاهزية المساجد التاريخية لاستقبال المصلين وتوفير بيئة مناسبة لأداء الشعائر الدينية.
  • استعادة الأصالة العمرانية: الحفاظ على الهوية المعمارية التقليدية للمساجد وإبراز العمارة الإسلامية الأصيلة.
  • إبراز البعد الحضاري للمملكة: تسليط الضوء على تاريخ المملكة وتراثها الثقافي من خلال ترميم المعالم الدينية التاريخية.
  • تعزيز المكانة الدينية والثقافية: رفع الوعي بأهمية المساجد التاريخية كمراكز دينية وثقافية للمجتمعات المحلية.

المرحلة الثانية من المشروع

شملت المرحلة الثانية من المشروع ترميم 30 مسجد في 13 منطقة مختلفة من المملكة، حيث تم توزيعها كالتالي:

  • منطقة الرياض: 6 مساجد.
  • منطقة مكة المكرمة: 5 مساجد.
  • منطقة المدينة المنورة: 4 مساجد.
  • منطقة عسير: 3 مساجد.
  • المنطقة الشرقية: مسجدان.
  • منطقة الجوف: مسجدان.
  • منطقة جازان: مسجدان.
  • مناطق الحدود الشمالية، تبوك، الباحة، نجران، حائل، والقصيم: مسجد واحد في كل منطقة.

واجه فريق العمل تحديات عدة خلال عملية الترميم، أبرزها:

  • ندرة المواد التقليدية: خاصة الأخشاب المستخدمة في البناء، مما استدعى استيرادها ومعالجتها بطرق تقليدية لضمان جودتها.
  • الحفاظ على الهوية المعمارية: تطلب الأمر دقة عالية في تنفيذ التصاميم والزخارف لضمان مطابقتها للطراز النجدي التقليدي.
  • تدريب الكوادر المحلية: تم إشراك مهندسين وحرفيين سعوديين في المشروع لتعزيز مهاراتهم في تقنيات البناء التقليدية وضمان استدامة هذه الحرف.

يعكس ترميم مسجد القبلي التزام المملكة بالحفاظ على تراثها الثقافي والديني، ويبرز الجهود المبذولة في "مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية" لإعادة إحياء المعالم الدينية التاريخية، يتوقع أن يسهم هذا المشروع في تعزيز الوعي بأهمية التراث المعماري السعودي ودوره في تعزيز الهوية الوطنية.