من أغرب عادات رمضان في شمال ووسط وغرب السعودية التي لم يسمع عنها الكثيرون

مع حلول شهر رمضان المبارك، تعيش المملكة العربية السعودية أجواء استثنائية تعكس روحانية هذا الشهر الكريم، حيث تتزين الشوارع بالفوانيس والأضواء، وتزدان المنازل بالمجالس العائلية، وتنشط الأسواق التي تقدم كل ما يلزم الأسر خلال هذا الشهر الفضيل، وبينما تختلف العادات والتقاليد الرمضانية من بلد إلى آخر. 

من أغرب عادات رمضان في شمال ووسط وغرب السعودية 

تحافظ السعودية على طابعها المميز الذي يجمع بين الأصالة والروحانية والكرم، مما يجعل رمضان في المملكة تجربة فريدة تمتد من الإفطار وحتى السحور.

الإفطار في السعودية: مائدة عامرة تجمع العائلة والأصدقاء

يحرص السعوديون في رمضان على التجمع العائلي حول موائد الإفطار، حيث تمثل هذه اللحظات أحد أروع الطقوس الاجتماعية في هذا الشهر، إذ تجتمع الأسر على مائدة عامرة بالأطباق التقليدية، في أجواء مليئة بالدفء والمودة.

ماذا يتناول السعوديون على الإفطار؟

يبدأ الصائمون إفطارهم بالتمر واللبن، اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم يتناولون أنواع مختلفة من العصائر الرمضانية الشهيرة مثل قمر الدين، عصير الليمون بالنعناع، عصير البرتقال بالجزر، وغيرها من المشروبات المنعشة التي تساعد على تعويض السوائل بعد ساعات الصيام الطويلة.

أشهر الأطباق الرمضانية على المائدة السعودية

• السمبوسة: طبق لا غنى عنه في كل بيت سعودي، حيث تُحشى باللحم أو الجبن أو الخضار.
• الشوربة: بمختلف أنواعها، مثل شوربة العدس أو الدجاج أو الخضار، لما لها من فوائد غذائية تعوض الجسم عن نقص السوائل.
• الكبسة: رغم كونها وجبة رئيسية في المملكة طوال العام، إلا أن الكبسة تظل حاضرة بقوة في وجبات السحور خلال رمضان، حيث تُحضر باللحم أو الدجاج مع الأرز والتوابل الغنية بالنكهات.
• الحلويات الرمضانية: تشمل القطايف، الكنافة، اللقيمات، والسوبيا، وهي حلويات تُعد جزءًا لا يتجزأ من الطقوس الرمضانية في السعودية.

الصلاة والتراويح: لحظات روحانية بعد الإفطار

بعد تناول الإفطار، يتوجه السعوديون إلى المساجد لأداء صلاة العشاء والتراويح، حيث تعم الأجواء الروحانية في جميع أنحاء المملكة، وتمتلئ المساجد بالمصلين، خاصة في الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، اللذين يشهدان تدفق أعداد كبيرة من المصلين خلال هذا الشهر المبارك.

جلسات السمر الرمضانية: لقاءات تعزز الروابط العائلية والاجتماعية

بعد أداء صلاة التراويح، يجتمع الأهل والأصدقاء في جلسات رمضانية تمتد حتى أوقات متأخرة من الليل، حيث يتبادلون الأحاديث ويتناولون الشاي والحلويات، في أجواء يملؤها الألفة والمحبة.

وتعد هذه الجلسات فرصة لتعزيز العلاقات العائلية، كما يتبادل فيها الناس الذكريات والتجارب الرمضانية.

الأسواق الرمضانية في السعودية: وجهة رئيسية للتسوق خلال الشهر الفضيل

من المظاهر المميزة لرمضان في السعودية الأسواق الرمضانية التي تنشط خصيصا خلال هذا الشهر، حيث يتوجه إليها السعوديون والمقيمون لشراء المستلزمات الرمضانية والمأكولات التقليدية.

أشهر الأسواق الرمضانية في السعودية

• سوق الحلة في الرياض: يعد أحد أقدم الأسواق في العاصمة، ويضم عدد كبير من البائعين الذين يعرضون مختلف أنواع المأكولات مثل اللحوم والأسماك، السمبوسة، المشويات، الرؤوس والمقادم، الكبدة، السمن والعسل، السوبيا، الفواكه والخضروات.
• الأسواق الشعبية في جدة ومكة: حيث تباع المنتجات المحلية، والحلويات الرمضانية، والتمور، إلى جانب المشغولات اليدوية والهدايا التذكارية.
• بازارات الخير في جميع أنحاء المملكة: وهي بازارات رمضانية تقام خصيصا لبيع الملابس، العطور، البخور، التحف، والمشغولات اليدوية، حيث يُخصص جزء من عائداتها لمساعدة الفقراء والمحتاجين خلال شهر رمضان.

السحور في السعودية: وجبة لا تقل أهمية عن الإفطار

يعتبر السحور من الوجبات الأساسية في المائدة السعودية خلال شهر رمضان، حيث يتناول السعوديون وجبات مشبعة تعينهم على الصيام، ومن أشهر الأطعمة التي تُقدم على السحور:

• الكبسة السعودية: التي تعد من أكثر الأكلات شهرة في المملكة.
• اللبن والتمر: وهو خيار مثالي يساعد على تقليل الشعور بالعطش خلال النهار.
• الفول والخبز: حيث يعتبر الفول من الأطباق المفضلة التي تمنح الجسم طاقة تدوم لساعات طويلة.

رمضان في السعودية: بين الأجواء الروحانية والتقاليد العريقة

يتميز رمضان في المملكة العربية السعودية بمزج العادات العريقة مع الأجواء الروحانية الفريدة، حيث يجتمع الناس على مائدة الإفطار، ثم يتوجهون إلى المساجد، ويواصلون السهر في أجواء مفعمة بالدفء والكرم.

وبين الأسواق الرمضانية والبازارات الخيرية، يعيش المجتمع السعودي روح التعاون والتكافل الاجتماعي، مما يجعل هذا الشهر تجربة فريدة تجمع بين العبادة، العطاء، والاحتفال بتقاليد متوارثة منذ أجيال.