جدة ترفع هذه الأعلام لأول مرة بجوار علم المملكة والكشف عن هوية العلم وسبب رفعه في شوارع جدة اليوم

جدة ترفع هذه الأعلام لأول مرة بجوار علم المملكة
  • آخر تحديث

في خطوة تاريخية تجمع بين الحداثة والتجذر في الجذور الوطنية، قامت مدينة جدة اليوم برفع أعلام الدولة السعودية الأولى للمرة الأولى جنبًا إلى جنب مع علم المملكة على طرقاتها الرئيسية، وذلك بمناسبة الاحتفال بيوم التأسيس الوطني.

جدة ترفع هذه الأعلام لأول مرة بجوار علم المملكة 

ويأتي هذا الإجراء ضمن سلسلة من الفعاليات الاحتفالية التي تسعى السلطات إلى إبراز الهوية التراثية والاعتزاز بالماضي المجيد للمملكة، وهو ما يعكس رؤية القيادة في توثيق تاريخ الدولة وتعزيز الانتماء الوطني بين المواطنين.

وتعود جذور هذه المبادرة إلى أهمية إعادة إحياء ذكرى الدولة السعودية الأولى التي أسست لمرحلة محورية في تاريخ البلاد.

فقد ولدت الدولة السعودية الأولى في منتصف القرن الثامن عشر على يد الإمام محمد بن سعود بالتعاون مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وهي المرحلة التي شكلت الأساس لتاريخ الدولة السعودية فيما بعد.

وتعد الأعلام التاريخية التي تم رفعها اليوم رمز لتلك الحقبة التي حملت في طياتها قيم إسلامية واجتماعية وسياسية ساهمت في بناء الهوية الوطنية التي نفخر بها اليوم.

وأوضحت مصادر مطلعة من وزارة الثقافة والتراث والجهات المعنية في جدة أن قرار رفع أعلام الدولة السعودية الأولى إلى جانب علم المملكة جاء بعد دراسة متأنية واستشارة خبراء في التاريخ والتراث الوطني.

وأفاد المسؤولون بأن الهدف الأساسي من هذه الخطوة هو توعية المواطنين والزوار بتاريخ الدولة ومراحل تطورها، إضافة إلى إبراز روح التجدد والاعتزاز بالهوية الوطنية.

وأشار أحد المسؤولين قائلاً: "إن رفع هذه الأعلام ليس مجرد رمز جمالي، بل هو رسالة تاريخية توثق مسيرة الدولة منذ نشأتها وحتى اليوم، مما يعكس استمرار روح العزيمة والإصرار على الحفاظ على تراثنا الغني."

علم الدولة السعودية الأولى

ويظهر التصميم الخاص بعلم الدولة السعودية الأولى اختلاف جلي عن علم المملكة الحالي؛ فهو يحمل ألوان وتصاميم مستوحاة من الخط العربي والزخارف التقليدية التي كانت سائدة في تلك الحقبة التاريخية.

ويذكر أن اللون الأخضر الذي يميز كلا العلمين يرمز إلى الإسلام والخصوبة، إلا أن التصميم القديم يتضمن رموز وإشارات تعكس البساطة والعمق الديني والاجتماعي الذي ميز الدولة الأولى.

وقد حظي هذا التصميم بإعجاب عدد من المؤرخين والخبراء الذين أشاروا إلى أن هذا الرمز يمثل جسر بين الماضي العريق والحاضر المشرق.

تزامن رفع هذه الأعلام مع فعاليات يوم التأسيس التي تشهدها المملكة في مختلف مناطقها، حيث يتم الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية بتشكيلة متنوعة من الأنشطة الثقافية والفنية والمعارض التاريخية.

وفي جدة، والتي تعد من أهم العواصم الثقافية والتجارية في المملكة، تم تنظيم عرض بصري مميز على كورنيش المدينة وفي أحياء البلد التاريخي، حيث تناغمت ألوان الأعلام مع الإضاءات الخاصة التي تم تركيبها خصيصا لهذا الحدث.

وقد انتشرت صور ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر المشهد الفريد الذي جمع بين رمز العصر الحديث والرموز التاريخية العريقة.

من ناحية أخرى، أكدت الجهات الرسمية أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز الوعي بالتراث الوطني وإبراز الهوية الثقافية في ظل التطورات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المملكة.

وتعمل الدولة على تنظيم سلسلة من الفعاليات والبرامج التعليمية التي تعرف الجيل الجديد بتاريخ الدولة السعودية الأولى، وتبرز القيم والمبادئ التي أرست أسس الأمة.

وأوضحت وزارة الثقافة والتراث أن الاحتفال بيوم التأسيس يشكل فرصة للتواصل بين الماضي والحاضر، وتأكيد على أن العراقة والتجديد يسيران جنبًا إلى جنب في مسيرة المملكة.

ومن المتوقع أن يساهم هذا الحدث في تعزيز الحركة السياحية داخل جدة، إذ يتوافد المواطنون والسياح لالتقاط الصور والاستمتاع بجمالية العرض الذي يعكس عمق التاريخ السعودي.

كما أنه يمثل دافعًا لتفعيل الحوار بين الجهات الحكومية والخاصة حول أهمية الحفاظ على التراث الوطني واستخدامه كوسيلة لتعزيز الهوية الوطنية على الصعيدين المحلي والدولي.

وفي تصريح لرئيس إحدى شركات التصميم الوطني المتخصصة في إنتاج الرموز التاريخية، قال: "إننا فخورون بأن نكون جزءًا من هذه المبادرة التي تُعيد للمجتمع السعودي ذكرى تاريخية عزيزة، وتؤكد على أهمية استثمار الماضي في بناء مستقبل واعد."

وقد نال هذا الحدث استحسان وسائل الإعلام المحلية والدولية، حيث وصفته بعض التقارير بأنها "خطوة جريئة تعكس رؤية المملكة في تعزيز تراثها التاريخي"، مشيرة إلى أن مثل هذه المبادرات تسهم في تعزيز الصورة الإيجابية للسعودية عالميًا.

وفي هذا السياق، يؤكد المحللون أن الاحتفال بيوم التأسيس باستخدام رموز تاريخية كأعلام الدولة السعودية الأولى يعد وسيلة ناجحة لربط الحاضر بالماضي، مما يعزز من الشعور بالانتماء والولاء الوطني.

ختاماً، تعتبر هذه المبادرة تأكيد على أن الحفاظ على الهوية الوطنية لا يتعارض مع التحديث والحداثة، بل يشكل أساس لمستقبل مشرق يرتكز على قيم الأصالة والتراث.

وتظل جدة اليوم، من خلال هذا العرض التاريخي المميز، مثال يحتذى به في كيفية دمج التاريخ العريق مع متطلبات العصر الحديث، مع إرساء رسالة واضحة للمواطنين بأن تراثهم هو جوهر قوتهم وإبداعهم المستقبلي.