توجه سعودي لتوطين هذا القطاع بشكل كامل لأول مرة في تاريخ المملكة وعقل العقل يكشف السبب

توجه سعودي لتوطين هذا القطاع بشكل كامل لأول مرة في تاريخ المملكة
  • آخر تحديث

تحدث الكاتب الصحفي عقل العقل في مقاله المنشور بجريدة "عكاظ" عن رؤية طموحة ترتبط بمستقبل سوق العمل في المملكة العربية السعودية، حيث يعتقد أن نسبة البطالة يمكن أن تصل إلى أرقام صفرية بحلول عام 2030 إذا استمرت السياسات الحالية بالفعالية نفسها.

توجه سعودي لتوطين هذا القطاع بشكل كامل لأول مرة في تاريخ المملكة

يعكس هذا الطموح أهداف رؤية المملكة 2030 التي ركزت بشكل أساسي على تخفيض معدلات البطالة وتحقيق اقتصاد متنوع ومستدام.

التحديات أمام سوق العمل: الخبرة واللغة وتفضيلات التوظيف

رصد الكاتب عدد من التحديات التي تواجه سوق العمل، مشيرا إلى أن شرط الخبرة وإتقان اللغات الأجنبية يعيقان الكثير من الخريجين الجدد من الانخراط في الوظائف المتاحة.

كما أن الرواتب المتدنية التي تعرضها بعض الوظائف لا تغري الكثير من الباحثين عن عمل، ما يؤدي إلى استمرار مشكلة البطالة رغم وجود فرص عمل.

أشار الكاتب أيضًا إلى أن التوظيف في بعض الحالات يتأثر بالعلاقات الشخصية بدلاً من الكفاءة أو المؤهل الدراسي، مما يزيد من صعوبة حصول الشباب على وظائف تتناسب مع طموحاتهم وقدراتهم.

برامج التوظيف والتدريب: الحاجة إلى تطوير شامل

أكد الكاتب أن برامج التوظيف مثل برنامج "جدارات" تحتاج إلى تطوير لتكون أكثر مرونة في شروطها، مما يتيح فرصة أكبر للراغبين في دخول سوق العمل.

ودعا إلى وضع سياسات توظيف وتدريب حقيقية تهدف إلى تأهيل الشباب للعمل في قطاعات جديدة ومهمة، مثل السياحة والترفيه والصناعات المرتبطة بهما.

هذه القطاعات، بحسب الكاتب، قادرة على استيعاب ملايين من طالبي العمل إذا تم تطويرها وتوجيهها بشكل صحيح.

الشركات الأجنبية ومسؤولية التوظيف الوطني

ناقش الكاتب دور الشركات الأجنبية التي تعمل في المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أنها تلعب دور مهم في تنويع الاقتصاد، ولكنها غالبًا ما تفضل توظيف عمالة من بلدانها الأصلية أو دول الجوار برواتب أقل، مما يقلل من فرص العمل للمواطنين السعوديين.

وطالب بفرض نسب توظيف إلزامية للسعوديين في هذه الشركات، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة لن تكون عقبة أمام الشركات، بل ستصب في مصلحتها التجارية على المدى البعيد.

تنويع الاقتصاد وخلق الفرص: رؤية للمستقبل

أشار الكاتب إلى أهمية تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على القطاع النفطي، معتبرًا أن ذلك سيؤدي إلى فتح آفاق جديدة لسوق العمل.

القطاعات السياحية والترفيهية تمثل فرص واعدة لتوظيف السعوديين، حيث يمكن لهذه المجالات استيعاب عدد كبير من الباحثين عن عمل إذا تم وضع سياسات واضحة وفعالة للتوظيف والتدريب.

الدعوة إلى سياسات رقابية: ضمان تحقيق أهداف التوطين

أشار الكاتب إلى ضرورة وجود سياسات رقابية صارمة على برامج التوطين لضمان تحقيق أهدافها ومنع التحايل عليها.

كما شدد على أهمية إلزام الشركات الأجنبية والمحلية بتوظيف السعوديين في جميع المستويات الوظيفية، بما في ذلك المناصب القيادية التي تهيمن عليها غالبًا جنسيات معينة.

آفاق جديدة للتوظيف: نحو سوق عمل مستدام وشامل

اختتم الكاتب مقالته بدعوة إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتطوير برامج توظيف أكثر شمولية.

كما أكد على أهمية الاستثمار في الشباب السعودي من خلال برامج تدريب وتأهيل مستمرة تسهم في رفع كفاءتهم وجاهزيتهم لسوق العمل.

رؤية المملكة 2030 تمثل خارطة طريق واضحة لتحقيق هذه الطموحات، ولكن النجاح يعتمد على الاستمرار في تطبيق السياسات الاقتصادية والاجتماعية الفعالة بمشاركة جميع الأطراف المعنية.