عاجل: انهيار مشروع رياضي كبير في جازان قبل أيام من موعد افتتاحه ومصادر تكشف حقيقة ما حدث

انهيار مشروع رياضي كبير في جازان قبل أيام من موعد افتتاحه
  • آخر تحديث

في واقعة أثارت الجدل والاستغراب بين سكان محافظة العارضة شرق منطقة جازان، تحولت آمال الرياضيين وهواة كرة القدم إلى خيبة أمل كبيرة بعد أن تمت إزالة أرضيات ومضمار ملعب رياضي حديث الإنشاء بالكامل، رغم اقترابه من الجاهزية التامة.

انهيار مشروع رياضي كبير في جازان قبل أيام من موعد افتتاحه

كانت بلدية محافظة العارضة قد نشرت مقطع فيديو عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس" بتاريخ 5 ديسمبر 2023، تباهت فيه بقرب الانتهاء من تنفيذ مشروع الملعب الواقع شمال حديقة الملك عبدالله بالرخ، وذلك بعد اكتمال فرشه بالعشب الصناعي وتجهيز مضمار الجري المحيط به، إلا أن المفاجأة غير المتوقعة كانت عودة المشروع إلى نقطة البداية مجددًا، حيث تم تفكيك وإزالة جميع المكونات الأساسية للملعب وإلقاؤها على جانبيه قبل أن يتم افتتاحه رسميًا.

حيرة وصدمة بين سكان العارضة بعد إزالة أرضيات الملعب

أثارت هذه الخطوة المفاجئة موجة واسعة من التساؤلات بين سكان المحافظة، الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر تشغيل الملعب ليكون متنفس لهم لممارسة الرياضة، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك، حيث تشهد المحافظة بطولات كروية ومسابقات رياضية متعددة.

إلا أن ما حدث حرم الشباب والرياضيين من فرصة الاستفادة من هذا المشروع الحيوي، في وقت تعاني فيه ملاعب المحافظة من إهمال واضح وغياب شبه تام للصيانة، مما أدى إلى خروج العديد منها عن الخدمة.

مع انتشار الصور ومقاطع الفيديو التي وثقت عملية إزالة الأرضيات والمضمار من الملعب، تعالت أصوات المطالبين بضرورة تدخل الجهات المعنية للتحقيق في أسباب التراجع عن إكمال المشروع، وضرورة إرسال لجنة متخصصة من أمانة المنطقة للوقوف على أوضاع الملاعب في العارضة وإعادة تأهيلها بالشكل الذي يضمن توفير بنية تحتية رياضية مناسبة لشباب المحافظة.

تفاصيل ما جرى في موقع المشروع الملغي

استجابة للبلاغات العديدة الواردة من السكان، كانت هناك زيارة ميدانية إلى موقع الملعب الذي تحول إلى مشهد يبعث على التساؤل والاستغراب.

رصدت أكوام العشب الصناعي والمضمار الذي كان جاهز للاستخدام وقد تم إزاحته بالكامل ووضعه جانبا، في مشهد بدا وكأنه إجهاض لمشروع طال انتظاره.

وأكد عدد من المواطنين أن المشروع كان يمثل لهم بارقة أمل في ظل قلة الخيارات الرياضية في المحافظة، مشيرين إلى أن اكتماله كان سيشكل فرصة ذهبية لاستضافة البطولات المحلية والأنشطة الشبابية التي تزداد خلال الشهر الفضيل، إلا أن إزالة تجهيزاته قبل الافتتاح بددت كل هذه الأحلام.

مشروع النادي الرياضي الموعود في العارضة لا يزال عالقًا منذ 6 سنوات

في خضم هذه الأحداث، يترقب سكان العارضة، التي يتجاوز عدد سكانها 100 ألف نسمة وتضم العديد من المواهب الكروية المتميزة، تحقيق حلم آخر طال انتظاره، وهو إنشاء نادي رياضي رسمي يخدم أبناء المحافظة ويوفر لهم بيئة مناسبة لممارسة الرياضة والتدريب بشكل احترافي.

يعود الحديث عن هذا المشروع إلى ست سنوات مضت، حيث تم الإعلان عنه رسميًا قبل نحو ستة أعوام، كما قام مسؤولون من المحافظة والبلدية والمجلس المحلي والمجلس البلدي بجولة تفقدية في أواخر عام 1440هـ على أربعة مواقع مقترحة لإنشاء مدينة رياضية متكاملة، كان من المفترض أن تضم نادي رياضي بمواصفات حديثة، إلا أن المشروع لم يشهد أي تقدم ملموس منذ ذلك الحين، ولم تتجاوز الوعود مرحلة التخطيط، حيث بقي المشروع مجرد فكرة حبيسة الأدراج دون تنفيذ فعلي على أرض الواقع.

إحباط بين الشباب والمواهب الكروية وسط مطالبات بالحلول العاجلة

يعيش شباب العارضة، خاصة المهتمين بالرياضة وكرة القدم تحديدا، حالة من الإحباط بسبب تعثر المشروعات الرياضية وتأخر تنفيذها، إذ يشعر الكثيرون أن منطقتهم تعاني من تهميش واضح في هذا الجانب، على الرغم من وجود العديد من المواهب الرياضية التي تحتاج إلى دعم ورعاية لتنميتها وصقل مهاراتها في بيئة رياضية مناسبة.

مطالبات الأهالي لم تتوقف عند حدود إعادة تأهيل الملعب الملغي، بل تجاوزت ذلك لتشمل ضرورة التعجيل بإنشاء النادي الرياضي الموعود، وإيجاد حلول فورية لإنقاذ الملاعب المتاحة حاليا من الإهمال الذي تعاني منه. فالرياضة لم تعد مجرد نشاط ترفيهي، بل أصبحت حاجة ضرورية للحفاظ على صحة الشباب وتعزيز مشاركتهم المجتمعية، كما أنها تعد رافد مهمًا لاكتشاف وصقل المواهب الرياضية التي يمكن أن تمثل المحافظة في مختلف المسابقات والبطولات على مستوى المملكة.

هل تتحرك الجهات المسؤولة لإنقاذ الوضع؟

أمام هذه المعطيات، ينتظر سكان العارضة ردود واضحة من الجهات المعنية حول الأسباب الحقيقية وراء إزالة تجهيزات الملعب الجديد، وكذلك موقفها من مشروع النادي الرياضي الذي لا يزال في طي النسيان.

وبينما تظل التساؤلات قائمة، يبقى الأمل معلق على تحرك فعلي وجاد يضع حد لتكرار سيناريو المشاريع المتعثرة، ويمنح شباب المحافظة الفرصة التي يستحقونها لممارسة الرياضة في بيئة مناسبة تواكب تطلعاتهم وطموحاتهم.