خطوة استراتيجية نحو تعزيز توطين وظائف الصيدلة: رفع الحد الأدنى للأجور ودعم الكوادر الوطنية

خطوة استراتيجية نحو تعزيز توطين وظائف الصيدلة
  • آخر تحديث

في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتوطين الوظائف وتحقيق تنمية مستدامة في سوق العمل، أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عن قرار مهم يتعلق بتوطين مهنة الصيدلة.

خطوة استراتيجية نحو تعزيز توطين وظائف الصيدلة

القرار الذي يهدف إلى دعم الكوادر الوطنية وزيادة مشاركتها في سوق العمل السعودي، ينص على تحديد حد أدنى للأجور في مهنة الصيدلة بمبلغ 7,000 ريال سعودي، وهو ما يعزز جهود توطين هذه المهنة المهمة ويسهم في زيادة نسب التوظيف المحلي في القطاع الصحي.

تفاصيل القرار الجديد وتطبيقه

أصدر معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، قرار وزاري يعد خطوة هامة في تحديث وتطوير مهنة الصيدلة في المملكة. ا

لقرار يحدد الحد الأدنى للأجور في مهنة الصيدلة بمبلغ 7,000 ريال سعودي لحاملي شهادة البكالوريوس في الصيدلة، ويهدف إلى توفير بيئة عمل مستقرة ومرغوبة للمواطنين السعوديين في هذا المجال الحيوي.

ويشمل القرار جميع منشآت القطاع الخاص التي تضم خمسة عاملين فأكثر من ذوي المهن الصيدلية، مع ضرورة أن يكون هؤلاء العاملون حاصلين على الاعتماد المهني من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.

وبحسب القرار، فإن العمال غير المعتمدين في مهنة الصيدلة لن يتم احتسابهم ضمن نسب التوطين المطلوبة.

مراحل تطبيق قرار توطين مهنة الصيدلة

تطبيق القرار يتم على مرحلتين، وذلك لضمان التدرج في توطين مهنة الصيدلة وتعزيز فرص العمل للمواطنين:

  • المرحلة الأولى: بدأت في 1 ذو الحجة 1441هـ (الموافق 22 يوليو 2020م)، حيث تم تحديد نسبة التوطين في المنشآت التي تضم خمسة صيادلة فأكثر بـ 20%.
  • المرحلة الثانية: بدأت في 1 ذو الحجة 1442هـ (الموافق 11 يوليو 2021م)، وتم رفع نسبة التوطين إلى 30% في المنشآت المستهدفة.

هذه المراحل تسعى إلى تحقيق زيادة تدريجية في نسب التوطين بما يضمن توفير فرص عمل مناسبة وذات جودة عالية للمواطنين السعوديين في مجال الصيدلة.

الأهداف الاستراتيجية للقرار

يهدف هذا القرار إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية هامة، منها:

  • تعزيز مشاركة الكوادر الوطنية: من خلال رفع نسبة السعوديين العاملين في مهنة الصيدلة، مما يقلل من الاعتماد على العمالة الأجنبية في هذا القطاع الحيوي.
  • تحسين بيئة العمل: ضمان حصول الصيادلة السعوديين على رواتب مجزية ومستقرة، وهو ما يسهم في تحفيزهم على تقديم أفضل أداء وظيفي.
  • رفع كفاءة القطاع الصحي: بتشجيع الكفاءات الوطنية على الانخراط في مهنة الصيدلة، مما يعزز من جودة الخدمات الصحية في المملكة.

توطين المهن في السعودية: خلفية وتوجهات

تعد سياسة توطين المهن (السعودة) جزء من الاستراتيجية الوطنية التي تتبناها المملكة لتوفير فرص العمل للمواطنين وتقليل معدلات البطالة، وقد تم تطبيق سياسة التوطين على العديد من القطاعات في المملكة، من أبرزها:

  • قطاع الصيدلة: حيث تم رفع نسب التوطين في الصيدليات المجتمعية والمجمعات الطبية إلى 35%، وفي المستشفيات إلى 65%، وفي الأنشطة الأخرى إلى 55%.
  • المهن المحاسبية: تم رفع نسبة التوطين على خمس مراحل تدريجية لتصل إلى 70% خلال خمس سنوات.
  • المهن الهندسية الفنية: حيث تم رفع نسبة التوطين إلى 30% من إجمالي عدد العاملين في المهن المستهدفة.

هذه الجهود تأتي في إطار رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز الاستدامة المالية.

التحديات والفوائد المتوقعة

رغم الفوائد المتوقعة لهذا القرار، هناك بعض التحديات التي قد تواجه تطبيقه، مثل:

  • توفير الكفاءات الوطنية: الحاجة إلى زيادة عدد خريجي الصيدلة لتلبية احتياجات السوق.
  • برامج تدريبية متقدمة: ضرورة توفير برامج تدريبية لتحضير الصيادلة السعوديين لاحتياجات سوق العمل.

ومع ذلك، يتوقع أن يسهم هذا القرار في العديد من الفوائد، أبرزها:

  • تقليل معدلات البطالة: من خلال توفير فرص عمل جديدة للمواطنين في قطاع الصيدلة.
  • تحسين جودة الخدمات الصحية: عبر جذب الكفاءات الوطنية المؤهلة.

ترحيب وتوقعات المستقبل

لاقى القرار ترحيب من مختلف الجهات الحكومية والخاصة، حيث أشادت بالدور الحيوي الذي تلعبه وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في تعزيز توطين المهن ودعم الكوادر الوطنية.

ومع استمرار تنفيذ هذه السياسات، من المتوقع أن تحقق المملكة تقدم كبير في توظيف الكوادر السعودية في قطاع الصيدلة، وهو ما يتماشى مع أهداف رؤية 2030 لتعزيز التنمية المستدامة ورفع مستوى الكفاءة في كافة القطاعات.