السعودية تعلن عن مشروع جبار في الرياض والوسطى ينهي أزمة المياه وتكلفة تحلية مياه البحر

في خطوة نوعية تهدف إلى تعزيز الأمن المائي وتوفير مصادر جديدة ومستدامة لمياه الشرب، أعلنت الهيئة السعودية للمياه بالتعاون مع شركة المياه الوطنية عن توقيع اتفاقية استراتيجية لتصميم وإنشاء وتشغيل وصيانة 16 محطة حديثة لتنقية المياه المستخرجة من الآبار، موزعة على عدد من المحافظات والقرى والهجر في القطاع الأوسط.

السعودية تعلن عن مشروع جبار في الرياض والوسطى

ويأتي هذا المشروع الطموح في إطار رؤية المملكة لتعزيز استدامة الموارد المائية والارتقاء بمستوى خدمات المياه في المناطق التي تعاني تحديات في إمداداتها.

اتفاقية استراتيجية بمشاركة كبار المسؤولين في قطاع المياه

تم توقيع الاتفاقية بحضور المهندس عبدالله بن إبراهيم العبد الكريم، رئيس الهيئة السعودية للمياه، والدكتور فؤاد بن أحمد آل الشيخ مبارك، الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية.

وقد مثل الهيئة في التوقيع المهندس طارق بن غسان الغفاري، وكيل الرئيس لإدارة الأبحاث والتقنيات الواعدة للمياه، بينما وقعها عن شركة المياه الوطنية المهندس منصور بن محمد أبوثنين، النائب التنفيذي للمشاريع.

أهداف المشروع: تحسين الأمن المائي وزيادة كفاءة استغلال الموارد

يهدف هذا المشروع إلى تحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية، من أبرزها:

• تعزيز الأمن المائي عبر تنويع مصادر المياه وضمان استدامتها.
• توفير حلول حديثة لمعالجة المياه الجوفية باستخدام تقنيات صديقة للبيئة تضمن كفاءة تشغيلية عالية.
• تلبية الاحتياجات المتزايدة لمياه الشرب من خلال إنشاء قدرات إنتاجية غير مركزية تتجاوز 18 ألف متر مكعب يوميًا، مما يساهم في تغطية الطلب المتنامي على المياه في مناطق القطاع الأوسط.
• تعظيم الاستفادة من القدرات الهندسية والفنية المحلية وتطوير الابتكارات بالتعاون مع الشركات العالمية المتخصصة في تصنيع معدات تنقية وتحلية المياه.
• تحقيق الاستدامة البيئية عبر اعتماد أحدث تقنيات التحلية التي تضمن الحد من التأثيرات البيئية السلبية، وخفض استهلاك الطاقة، وتقليل الهدر في الموارد المائية.

محطات متطورة بمواصفات عالمية تلبي احتياجات أكثر من 80 ألف مستفيد

يمثل هذا المشروع نقلة نوعية في قطاع المياه في السعودية، حيث تم تصميم المحطات الجديدة بسعات إنتاجية متفاوتة تتناسب مع احتياجات المناطق المستهدفة، مما يتيح توفير مياه شرب نقية وعالية الجودة لأكثر من 80 ألف مستفيد.

مشروع متكامل لتعزيز البنية التحتية وتطوير مرافق المعالجة والتوزيع

لا تقتصر الاتفاقية على إنشاء محطات التنقية فقط، بل تشمل أيضا إنشاء مرافق متكاملة لمعالجة وتوزيع المياه، ما يضمن تحقيق أعلى مستويات الكفاءة والجودة في الإمدادات المائية، ويؤدي إلى تحسين موثوقية شبكات المياه، خاصة في المناطق التي تواجه تحديات في الموارد.

دعم الاستدامة وتحقيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية

تأتي هذه المبادرة في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها الهيئة السعودية للمياه لتطوير البنية التحتية المائية وضمان استدامتها، بما ينسجم مع أهداف رؤية السعودية 2030 التي تركز على الإدارة المتكاملة للموارد المائية ورفع كفاءة استخدامها.

كما تعكس الاتفاقية التزام الهيئة بتوفير حلول مبتكرة تواكب التحديات المائية المستقبلية وفق أعلى المعايير العالمية، والاستفادة من الخبرات الهندسية والتقنية المتقدمة في هذا المجال.

خطوة هامة نحو تحسين جودة الحياة ودعم التنمية في المملكة

يمثل هذا المشروع جزء من الاستراتيجية الوطنية الشاملة للمياه التي تسعى إلى تحسين جودة الحياة في المملكة من خلال توفير مياه نظيفة وآمنة للسكان، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

كما أنه يعكس التزام الجهات المعنية في قطاع المياه بتطوير مشروعات حديثة تتماشى مع التطورات التقنية وتلبي احتياجات الحاضر والمستقبل.

بهذه الخطوات الطموحة، تواصل المملكة مسيرتها نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي المائي، وضمان استدامة الموارد المائية للأجيال القادمة، وتعزيز جودة الحياة للمجتمعات المحلية في مختلف مناطق البلاد.