القصة الكاملة لاغتيال رجل أمن داخل مسجد في جدة وتدخل عاجل من وزير الداخلية ومصادر تكشف سبب ودوافع الجريمة

القصة الكاملة لاغتيال رجل أمن داخل مسجد في جدة
  • آخر تحديث

تعد حادثة اغتيال رجل الأمن هادي بن سفر القحطاني واحدة من الجرائم التي صدمت المجتمع السعودي وأثارت موجة من الاستياء والغضب، حيث استهدف هذا البطل أثناء تأدية الصلاة داخل أحد مساجد مدينة جدة في الثاني عشر من نوفمبر عام 2020، ليتم تنفيذ الجريمة بطريقة غادرة على يد متطرف تسلل إلى المسجد ووجه له طعنة قاتلة أنهت حياته في مشهد مؤلم.

القصة الكاملة لاغتيال رجل أمن داخل مسجد في جدة 

ورغم التخطيط المحكم من قبل الجاني، لم تستغرق الأجهزة الأمنية السعودية سوى 24 ساعة فقط للإيقاع به بعد سلسلة من الإجراءات الأمنية المعقدة، في عملية كشفت عن مدى سرعة وكفاءة الجهات المعنية في التعامل مع مثل هذه الحوادث الخطيرة.

في هذا التقرير، نستعرض بالتفصيل وقائع الجريمة، الملاحقة السريعة للقاتل، والتصريحات الرسمية التي سلطت الضوء على خطورة الحادثة وما تبعها من إجراءات أمنية صارمة.

جريمة الطعن الغادرة داخل المسجد: كيف وقعت الحادثة؟

في يوم الثاني عشر من نوفمبر 2020، خرج رجل الأمن هادي بن سفر القحطاني من سيارته متجه إلى أحد المساجد في جدة لأداء الصلاة، لم يكن يعلم أن خطواته الأخيرة ستقوده إلى مصير مأساوي، حيث قام أحد المتطرفين بتنفيذ هجوم غادر داخل المسجد، مستهدف رجل الأمن بطعنة قاتلة أودت بحياته في الحال.

لم يكن هناك أي اشتباك أو مواجهة، بل كانت جريمة غيلة واضحة ومقصودة، تبرز مدى خطورة الفكر المتطرف الذي يسعى لاستهداف رجال الأمن حتى في أكثر الأماكن قدسية.

لحظات حرجة وتحركات عاجلة: بداية التحقيقات وتعقب الجاني

فور وقوع الجريمة، استنفرت الجهات الأمنية كل إمكانياتها لكشف ملابسات الحادث والتوصل إلى هوية الجاني.

تلقى وكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية محمد المهنا توجيهات مباشرة من وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، الذي شدد على ضرورة القبض على القاتل في أسرع وقت ممكن، مؤكدًا أنه لن يكون هناك تهاون في التعامل مع مثل هذه الجرائم.

ورغم قلة الأدلة المتاحة في البداية وعدم وجود خيوط واضحة للبحث، سارعت الفرق الأمنية إلى تحليل تسجيلات كاميرات المراقبة في المنطقة المحيطة بالمسجد، وتحديد الاتجاه الذي سلكه الجاني بعد تنفيذ الجريمة.

وبتحليل المعطيات المتوفرة، افترضت الجهات المختصة أن القاتل قد يكون متجه إلى العاصمة الرياض، وهو ما دفعهم إلى تكثيف البحث في هذا الاتجاه، ليتم رصده خلال ساعات قليلة من ارتكاب الجريمة.

عملية القبض على الجاني: كيف تم الإيقاع به خلال 24 ساعة؟

رغم تعقيد القضية، لم يستغرق القبض على الجاني أكثر من 24 ساعة، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد موقعه بدقة، وتمت ملاحقته وتوقيفه قبل أن يتمكن من الفرار أو تنفيذ أي مخطط آخر.

هذه السرعة القياسية في كشف ملابسات الجريمة والقبض على الجاني تعكس مدى التطور الكبير في قدرات الأجهزة الأمنية السعودية، وكفاءتها في التعامل مع الجرائم التي تستهدف رجال الأمن أو أي تهديد يمس أمن واستقرار المملكة.

ردود الفعل الرسمية: تصريحات حاسمة من وزير الداخلية

عقب القبض على الجاني، علق وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف على الحادثة بكلمات عكست حزنه العميق واستياءه الشديد مما جرى، حيث وصف الجريمة بأنها "مؤلمة جدًا ومستفزة"، مشيرا إلى أن أي استهداف لرجل أمن في أي منطقة من المملكة هو استهداف شخصي له.

وأكد أن الأجهزة الأمنية السعودية تمتلك نهج واضح في التعامل مع الإرهاب والتطرف، وخاصة عندما يكون هناك استهداف مباشر لرجال الأمن، مذكر بأن الدولة وضعت منذ نهاية عام 2017 خطط صارمة لمحاربة هذا الفكر المتطرف والقضاء عليه.

وشدد وزير الداخلية على أن المملكة لن تتهاون أبدًا مع أي محاولة للمساس بأمنها، وأن رجال الأمن السعوديين سيظلون في مقدمة الصفوف لمواجهة أي تهديد، مشيرا إلى أن ما حدث في 2020 كان مؤلم لكنه لم ولن يؤثر على عزيمة الأجهزة الأمنية في مواصلة عملها لحماية المواطنين والمقيمين من أي خطر يهدد أمن البلاد.

دلالات الحادثة ورسائلها إلى المجتمع

هذه الجريمة لم تكن مجرد حادثة قتل عادية، بل كانت رسالة خطيرة تكشف أن الفكر المتطرف ما زال يمثل تهديد قائم يتطلب المزيد من الحزم في مواجهته.

ومع ذلك، فإن التعامل الأمني السريع مع الحادثة أثبت أن المملكة جاهزة ومستعدة دائمًا للتصدي لأي محاولة تستهدف استقرارها.

وأكدت الحادثة على أهمية التكاتف المجتمعي لمحاربة الفكر المتطرف، وضرورة الإبلاغ عن أي سلوكيات مشبوهة قد تنذر بوجود تهديدات أمنية محتملة.

نهاية القضية ورسالة واضحة للمجرمين

إلقاء القبض على القاتل خلال 24 ساعة فقط كان بمثابة رسالة قوية بأن الأجهزة الأمنية السعودية لن تسمح لأي مجرم أو متطرف بالهرب من العدالة، وأن أي محاولة لاستهداف رجال الأمن أو المدنيين ستواجه برد حاسم وسريع.

ما الذي تعلمه المجتمع من هذه الحادثة؟

أثبتت هذه الجريمة أن الإرهاب والتطرف لا يعرفان حدود، وأنه لا يمكن التهاون مع أي مظاهر تدعو للعنف أو تستهدف الأبرياء.

كما أنها كشفت عن مدى الجاهزية الأمنية العالية في المملكة، وقدرة الجهات المختصة على ملاحقة الجناة مهما كانت الظروف.

ورغم أن الجريمة كانت مأساوية، إلا أن سرعة القبض على الجاني أعادت الثقة في قدرة الدولة على تحقيق العدالة وملاحقة كل من تسوّل له نفسه تهديد أمن وسلامة المجتمع.