تقارير تكشف حجم العجز الحقيقي في الميزانية السعودية للعام 2024

حجم العجز الحقيقي في الميزانية السعودية للعام 2024
  • آخر تحديث

كشفت وزارة المالية السعودية في تقريرها الربعي لأداء الميزانية العامة لعام 2024، الصادر مؤخرًا، عن اتباع الحكومة لنهج مالي واضح في تمويل العجز دون اللجوء إلى الاحتياطيات العامة.

حجم العجز الحقيقي في الميزانية السعودية للعام 2024 

وبدلًا من ذلك، اعتمدت على أدوات الدين العام الداخلي والخارجي لتمويل العجز المالي الذي بلغ نحو 115.6 مليار ريال خلال العام بأكمله، في حين سجل العجز في الربع الرابع وحده 57.7 مليار ريال.

تفاصيل الاقتراض: الدين الداخلي والخارجي في تزايد مستمر

أكد التقرير أن الحكومة قامت بالاقتراض بقيمة 115.6 مليار ريال خلال العام 2024، دون سحب أي مبلغ من الاحتياطيات الحكومية.

ونتيجة لذلك، شهد الدين الداخلي ارتفاعًا ملحوظًا، حيث وصل بنهاية العام إلى 738.3 مليار ريال، مسجلًا زيادة قدرها 93.8 مليار ريال مقارنة بالعام السابق.

أما الدين الخارجي، فقد ارتفع إلى 477.7 مليار ريال، بزيادة قدرها 71.8 مليار ريال، ليصل بذلك إجمالي الدين العام إلى مستوى قياسي غير مسبوق في تاريخ المملكة، متجاوزًا 1.2 تريليون ريال، مقارنة بـ 1.05 تريليون ريال في نهاية عام 2023.

إصدارات الدين العام وسداد المستحقات: كيف أدارت الحكومة التزاماتها؟

أظهرت البيانات المتعلقة بإدارة الدين العام أن الحكومة قامت بإصدارات ضخمة لتمويل الميزانية، حيث بلغ إجمالي الإصدارات من أدوات الدين الداخلي خلال عام 2024 167.7 مليار ريال، في حين قامت بسداد أصل دين محلي بقيمة 73.834 مليار ريال.

أما على صعيد الدين الخارجي، فقد بلغ إجمالي الاقتراض 77.185 مليار ريال، مع سداد أصل دين خارجي بقيمة 5.397 مليار ريال، مما يعكس استراتيجية واضحة في التوازن بين الاقتراض والسداد للحفاظ على الاستدامة المالية.

الإيرادات والمصروفات الفعلية: أرقام تكشف واقع الميزانية العامة

أعلنت وزارة المالية عن الأرقام الفعلية لميزانية عام 2024، حيث بلغت الإيرادات الإجمالية 1259.1 مليار ريال، في حين سجلت المصروفات 1374.7 مليار ريال، مما أسفر عن عجز مالي قدره 115.6 مليار ريال.

أما في الربع الرابع من العام، فقد سجلت الإيرادات 302.9 مليار ريال، بينما بلغت المصروفات 360.5 مليار ريال، ليصل العجز خلال هذا الربع إلى 57.7 مليار ريال، ما يعكس التحديات التي تواجهها المالية العامة في ظل استمرار الإنفاق الحكومي على المشاريع والتطوير الاقتصادي.

دلالات التقرير: ماذا تعني هذه الأرقام للمستقبل المالي للمملكة؟

يشير تقرير وزارة المالية إلى أن الحكومة مستمرة في تنفيذ استراتيجيتها الخاصة بإدارة الدين العام والإنفاق الحكومي دون التأثير على الاحتياطيات العامة، وهو ما يعكس سياسة مالية متوازنة تهدف إلى تحقيق الاستدامة الاقتصادية.

كما أن تسجيل الدين العام لمستوى قياسي جديد يتطلب متابعة دقيقة لتطورات الاقتصاد المحلي والعالمي، خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية والتحديات التي قد تؤثر على الإيرادات الحكومية.

قراءة معمقة في ملامح الميزانية السعودية لعام 2024

يظهر التقرير الربعي لوزارة المالية أن المملكة تتبع نهج اقتصادي متزن يعتمد على الاستدانة لتمويل العجز بدلًا من اللجوء إلى الاحتياطيات العامة، مع مواصلة تنفيذ خططها التنموية.

ومع ارتفاع الدين العام إلى مستويات غير مسبوقة، تظل مسألة التحكم في الإنفاق الحكومي وتعزيز الإيرادات عاملين أساسيين في ضمان الاستقرار المالي والاقتصادي للمملكة خلال السنوات المقبلة.