قرار هام حول صلاة الجمعة في السعودية

قرار هام حول صلاة الجمعة في السعودية
  • آخر تحديث

في خطوة هامة تهدف إلى حماية المجتمع السعودي من الظواهر السلبية وتعزيز الوعي المجتمعي، وجه معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، خطباء الجوامع بمختلف مناطق المملكة بتخصيص خطبة الجمعة القادمة للحديث عن ظاهرة التسول.

قرار هام حول صلاة الجمعة في السعودية 

جاء هذا التوجيه في إطار الحرص على التصدي لهذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع السعودي، خاصة مع استغلالها من قبل بعض الوافدين الذين يتظاهرون بالحاجة والعوز لجمع الأموال بطرق غير مشروعة، مما يستدعي توعية المصلين بخطورتها من النواحي الدينية والاجتماعية والأمنية.

النهي الشرعي عن التسول وأهمية العمل والكسب الحلال

أكدت التوجيهات على ضرورة بيان النهي الشرعي عن التسول، مستندة إلى الأحاديث النبوية الشريفة التي حذرت من سؤال الناس من غير حاجة ماسة، فقد ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حتَّى يَأْتِيَ يَومَ القِيَامَةِ ليسَ في وجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ".

كما دعت التوجيهات إلى حث الناس على العمل والكسب الحلال، حتى وإن كان المردود بسيطاً، فهو خير وأفضل من سؤال الناس.

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: "لأن يغدو أحدكم فيحطب على ظهره فيتصدق به ويستغني به من الناس، خير له من أن يسأل رجلاً أعطاه أو منعه، فإن اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول".

التحذير من أخذ الصدقة لغير المستحقين وأهمية تحري المحتاج الحقيقي

شددت التوجيهات أيضاً على أهمية بيان أن الصدقة لا تحل للقادر على العمل والاكتساب، وأنها لا تجوز إلا لمن يستحقها فعلاً، استناداً إلى الحديث النبوي: "لا تَحِلُّ الصدقةُ لغَنِيٍّ، ولا لذي مِرَّةٍ سَوِيٍّ".

كما تم التأكيد على خطورة التعاطف مع المتسولين دون التثبت من حقيقة حاجتهم، حيث قد يؤدي ذلك إلى دعم أنشطة غير مشروعة تدار من قبل أفراد وجهات خارجية تستغل التسول كوسيلة لجمع الأموال بطرق غير قانونية، مما يشكل خطر اجتماعي واقتصادي وأمني على المجتمع.

تحري مستحقي الزكاة والصدقة من المحتاجين الحقيقيين

جاء ضمن المحاور الأساسية للتوجيهات دعوة المسلمين إلى تحري مستحقي الزكاة والصدقة من المحتاجين الحقيقيين الذين يمنعهم الحياء والعفة من سؤال الناس.

وهنا تم التذكير بقول الله تعالى في وصفهم: "يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا".

منع التسول في المساجد وإبلاغ الجهات المختصة

كما شدد معالي الوزير على الأئمة والخطباء والمؤذنين بضرورة منع أي شخص من التسول داخل المساجد أو في محيطها، ووجههم إلى إبلاغ الجهات الأمنية فوراً عند ملاحظة أي حالة تسول لضمان التعامل مع هذه الظاهرة بحزم.

رسالة توعوية لتعزيز الأمن المجتمعي

هذا التوجيه يعكس حرص الوزارة على نشر الوعي المجتمعي وتعزيز الأمن الاجتماعي والاقتصادي في المملكة العربية السعودية.

ويعد تخصيص خطبة الجمعة للحديث عن هذه الظاهرة فرصة كبيرة لتوعية المجتمع بمخاطر التسول من مختلف الجوانب، وحث الناس على التعاون مع الجهات المختصة في مكافحة هذه الظاهرة لتحقيق مجتمع أكثر تماسك وأمن.