الزعاق يحدد عدد ساعات الصيام في رمضان 1446 في الرياض وجدة

الزعاق يحدد عدد ساعات الصيام في رمضان 1446
  • آخر تحديث

كشف الدكتور خالد الزعاق، الخبير الفلكي ومقدم فقرة "تقويم" على قناة العربية، تفاصيل مثيرة عن التغيرات الطبيعية التي تحدث في طول ساعات الليل والنهار خلال هذه الفترة من العام.

الزعاق يحدد عدد ساعات الصيام في رمضان 1446 

وأوضح أن الليل والنهار يمرّان بدورة طبيعية من التناوب، بحيث يبدأ النهار بالاستحواذ على دقائق من الليل بشكل تدريجي حتى يتساوى طولهما في منتصف شهر رمضان، وهذه الظاهرة الكونية ترتبط بترتيب دقيق يعكس عظمة الخالق في تنظيم الكون.

الليالي الأطول: "ليالي العاشقين" في التراث العربي

تحدث الدكتور الزعاق عن الليالي الأطول في السنة، والتي أطلق عليها العرب القدماء اسم "ليالي العاشقين". وأشار إلى أننا عشنا هذه الليالي مؤخرًا، حيث يكون الليل في أقصى امتداده مقارنة بالنهار.

ومع بداية هذه الفترة الانتقالية، يأخذ النهار تدريجيًا دقائق من الليل يومًا بعد يوم، بمعدل دقيقة واحدة تقريبًا كل يوم، ليستمر هذا التحول لمدة ستة أشهر.

تساوي الليل والنهار في منتصف شهر رمضان

وفقًا للدكتور الزعاق، فإن هذه الدورة تصل إلى مرحلة التساوي بين طول الليل والنهار في منتصف شهر رمضان، وهي ظاهرة فلكية تحدث نتيجة موقع الأرض بالنسبة للشمس.

بعد هذا التوقيت، يتفوق النهار تدريجيًا على الليل، مما يجعل ساعات النهار أطول مع مرور الوقت، بينما تتناقص ساعات الليل.

شروق الشمس وغروبها في القطبين: دورة زمنية فريدة

وأوضح الدكتور الزعاق أن هذه الظاهرة لا تقتصر على خطوط العرض المتوسطة فقط، بل تمتد إلى المناطق القطبية حيث تكون الأنماط الزمنية مختلفة تمامًا.

ففي القطب الشمالي، تبدأ الشمس بالشروق بعد غياب استمر ستة أشهر كاملة، في حين تغيب الشمس عن القطب الجنوبي بعد فترة مماثلة من النهار المتواصل.

في هذه المناطق، يتسم الليل والنهار بطول يمتد لستة أشهر لكل منهما، ما يبرز الفروقات الزمنية الشاسعة بين المناطق على سطح الأرض.

الأصل الكوني: الليل قبل النهار

في تفسيره الفلكي المثير، أكد الدكتور الزعاق أن الأصل في الكون هو الليل، أي الظلام.

النهار، فهو ظاهرة مؤقتة تحدث نتيجة انعكاس ضوء النجم على كوكب معين.

هذه الإضاءة تكسر الظلام الطبيعي وتجعل النهار "طارئًا" على الكون، إذ ينكمش الليل عند بزوغ النهار، ويعود الليل للهيمنة بمجرد غياب الضوء.

تناوب الليل والنهار: دورة متوازنة تحكمها الطبيعة

استكمل الدكتور الزعاق توضيحه بأن الليل والنهار يتبادلان الأدوار وفق نظام دقيق ومتوازن.

هذه الدورة الكونية ليست مجرد ظاهرة طبيعية، بل هي تعبير عن تصميم عظيم يضمن استمرارية الحياة على الأرض، حيث يساهم تناوب الليل والنهار في تنظيم الأنشطة البشرية والبيئية.

رمضان وشهر التأمل في عظمة الكون

شهر رمضان، الذي يشهد هذه الظاهرة، يُعتبر فرصة للتأمل في عظمة الخالق وتناغم الطبيعة. التغيرات الفلكية التي تصادف الشهر الكريم تذكر الناس بقدرة الله وإبداعه في خلق نظام كوني يضبط حركة الشمس والقمر والأرض بدقة متناهية.

ظاهرة تساوي الليل والنهار في منتصف شهر رمضان تعكس عمق الترتيبات الكونية التي تدور حولنا، وتدفعنا للتفكر في معجزات الخلق وكيفية انتظام كل شيء وفق نظام لا يختل أبدًا.