السعودية: قرارات جديدة حول رسوم الدفع بالبطاقات البنكية في نقاط البيع في المملكة

قرارات جديدة حول رسوم الدفع بالبطاقات البنكية
  • آخر تحديث

أعلنت السلطات السعودية عن حزمة جديدة من القرارات التنظيمية تتعلق بفرض الرسوم على عمليات الدفع بالبطاقات البنكية في نقاط البيع، في خطوة تهدف إلى ضمان حماية المستهلك وتعزيز الثقة في التعاملات التجارية الإلكترونية والتقليدية على حد سواء.

قرارات جديدة حول رسوم الدفع بالبطاقات البنكية 

وتشمل هذه القرارات التأكيد على أن احتساب أية رسوم إضافية على عمليات الدفع ببطاقة الفيزا أو غيرها من البطاقات الائتمانية يعد مخالف للوائح المعمول بها في المملكة.

وتأتي هذه الخطوة في سياق جهود متواصلة لتطوير الأنظمة المالية وتعزيز ثقافة المستهلك في البلاد، وذلك بالتعاون بين الجهات المعنية، بما في ذلك وزارة التجارة والهيئة السعودية للمدفوعات والبنوك العاملة في المملكة.

خلفية القرارات والأهداف الرئيسية  

تأتي هذه القرارات امتداد لجهود السعودية في توسيع نطاق التحوّل الرقمي في القطاع المالي، وفي الوقت ذاته الحفاظ على مصالح المستهلكين.

فقد شهدت السنوات الأخيرة إقبال متزايد على أنظمة الدفع الإلكتروني، لا سيما مع توسع التجارة الإلكترونية وانتشار تطبيقات الدفع عبر الهواتف الذكية.

وأوضحت الجهات التنظيمية أن ما دفعها لإصدار هذه القرارات هو رصد شكاوى متكررة من مستهلكين أفادوا بتعرّضهم لرسوم إضافية عند الدفع ببطاقات الائتمان، وخاصة بطاقة الفيزا، الأمر الذي يعد مخالفًا للوائح حماية المستهلك.

وفقًا لبيانات وزارة التجارة السعودية وتقارير صحفية موثوقة، فإن الهدف من هذه القرارات هو تعزيز مبدأ الشفافية في المعاملات المالية، بما يحدّ من أي استغلال محتمل للمستهلك.

وترى الجهات الرسمية أن توحيد الأنظمة التنظيمية وتحديثها بشكل مستمر يعد السبيل الأمثل للموازنة بين مصالح التجار والمستهلكين، وضمان عدم تحميلهم أعباء مادية إضافية.

تفاصيل القرارات المتعلقة برسوم الدفع  

  • مخالفة فرض الرسوم الإضافية: أكدت وزارة التجارة أن قيام أي منشأة تجارية أو مزود خدمة بفرض رسوم إضافية على الدفع ببطاقات الائتمان (مثل الفيزا) يعتبر مخالفة تستوجب العقوبة وفقًا للوائح حماية المستهلك، وتشمل العقوبات المحتملة الغرامات المالية وإيقاف الخدمات أو تعليق الرخصة التجارية.
  • آلية الشكاوى وحماية المستهلك: خصصت الجهات المعنية مثل وزارة التجارة والهيئة السعودية للمدفوعات قنوات تواصل حديثة لاستقبال شكاوى المستهلكين، بما في ذلك منصات إلكترونية وأرقام اتصال موحدة، وعند تلقي شكوى تتعلق بفرض رسوم إضافية مخالفة، تتولى هذه الجهات التحقيق في الواقعة واتخاذ الإجراءات المناسبة ضد المنشأة المخالفة.
  • إلزامية وضع ملصقات توضيحية: أصدرت وزارة التجارة تعميم يلزم المنشآت التجارية بوضع ملصقات واضحة في نقاط البيع تبين آلية الدفع بالبطاقات البنكية، بما يضمن توعية المستهلك بحقه في عدم دفع أية رسوم إضافية، وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الوعي لدى المستهلك وتمكينه من التعرّف على حقوقه بشكل مباشر.
  • دور الهيئة السعودية للمدفوعات: تلعب الهيئة السعودية للمدفوعات دور محوري في تنظيم ومتابعة قطاع المدفوعات في المملكة، ووفقًا لمصادر مطلعة على الشأن المالي، سيتم التنسيق بين الهيئة ومختلف البنوك المحلية لمراقبة مدى التزام التجار بعدم فرض أي رسوم مخالفة للقانون على المستهلكين.

هيئة العقار تحذر من التعامل مع بعض المطورين العقاريين  

وفي سياق موازي، حذرت هيئة العقار السعودية من التعامل مع مطور عقاري بعينه - لم تُسمّه في البيان الرسمي - على خلفية مخالفات تتعلق بالعقود والتراخيص.

وقد دعت الهيئة جميع المواطنين والمقيمين إلى التحقّق من مصداقية المطورين العقاريين قبل إبرام أي صفقات شراء أو بيع.

وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود أوسع لهيئة العقار التي تسعى إلى تنظيم سوق العقارات والحدّ من حالات النصب أو الاحتيال التي قد تؤثر على ثقة المستثمرين.

وأوضح متحدث باسم الهيئة العقارية، في تصريح نقلته قنوات الإخبارية السعودية، أن هناك توجه لمراقبة السوق بصورة أدق، وضبط المخالفين للحفاظ على حقوق المستهلكين.

وتتعاون الهيئة مع الجهات القضائية والأمنية لضمان معاقبة كل من يخالف الأنظمة، ولتأكيد أن القطاع العقاري في المملكة يتمتع بالشفافية والأمان.

وضمن خطط توسعية لرفع الوعي العام، أكد عدد من الخبراء المحليين أن التوعية بحقوق المستهلك تعد عامل مهم في إنجاح القرارات الأخيرة المرتبطة برسوم الدفع الإلكترونية وكذلك في مجال العقارات.

وتعمل جمعية حماية المستهلك ووزارة التجارة على إطلاق حملات إعلامية واسعة تهدف إلى نشر الثقافة الحقوقية وتقديم إرشادات للمستهلكين حول آليات الإبلاغ عن أي تجاوزات قانونية.

كما أشار الخبراء إلى أن تعزيز الثقة في المنظومة المالية والعقارية يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني، إذ يخلق بيئة استثمارية ملائمة تجذب مزيد من رؤوس الأموال سواء المحلية أو الدولية، بما يتماشى مع الرؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاستدامة الاقتصادية.

ومن المتوقع أن تؤدي هذه القرارات إلى انخفاض حالات فرض الرسوم غير المبررة على الدفع بالبطاقات الائتمانية، وتعزيز مستويات الحماية للمستهلك.

كما ستسهم في تشجيع الإقبال على المدفوعات الرقمية، وهو ما يتوافق مع استراتيجية التحوّل الرقمي الشامل في المملكة.

وعلى صعيد القطاع العقاري، فإن التحذيرات الصادرة عن هيئة العقار ستسهم في تنقية السوق من الجهات غير الملتزمة، وتمنح المستثمرين والمستهلكين مزيد من الثقة في المعاملات العقارية.

تمثل هذه القرارات والتحديثات التي أعلنتها السلطات السعودية نقطة تحوّل في قطاعي المدفوعات والعقار.

فمن جهة، تعمل المملكة على منع أي استغلال مالي من خلال فرض رسوم غير قانونية على الدفع الإلكتروني، بينما تواصل في الجانب الآخر ضبط السوق العقارية لمكافحة الممارسات المخالفة.

ومع تزايد الوعي العام ومواصلة الجهات المختصة لحملات التوعية والرقابة، يتوقع أن يشهد المستهلكون في المملكة مستويات حماية أعلى في مختلف القطاعات.