4 آشياء لن تجدها إلا في جازان تميزها عن باقي ليالي رمضان في مدن السعودية

4 آشياء لن تجدها إلا في جازان تميزها عن باقي ليالي رمضان
  • آخر تحديث

يعيش أهالي جازان أجواء رمضانية فريدة من نوعها هذا العام، حيث عاد سوق البلد الرمضاني، الذي تنظمه أمانة منطقة جازان خلال الشهر الكريم، ليكون ملتقى ثقافي واجتماعي يزخر بالتراث والتقاليد العريقة التي كانت سائدة في الماضي.

4 آشياء لن تجدها إلا في جازان تميزها عن باقي ليالي رمضان

وما يميز السوق هذا العام هو إعادة إحياء الألعاب الشعبية القديمة التي كانت جزء لا يتجزأ من حياة الأجداد، حيث تجمع الأهالي بمختلف أعمارهم لممارسة هذه الألعاب التي طالما شكّلت جزء من طفولتهم، وأعادت إليهم ذكريات الزمن الجميل.

إحياء الذاكرة الشعبية عبر الألعاب التقليدية في سوق البلد الرمضاني

شهدت فعاليات السوق الرمضاني في جازان إقبال واسع من قبل الزوار الذين حرصوا على تجربة الألعاب الشعبية التي كانت تمارس قديمًا في أحياء وشوارع المدينة، ومن أبرز هذه الألعاب "الكيرم"، "الضومنة"، "الفرفيرة"، و"المُرقع".

حيث اجتمع كبار السن والشباب وحتى الأطفال حول الطاولات والمناطق المخصصة لهذه الألعاب، ليخوضوا أجواء تنافسية تعيد إليهم روح التحدي والمتعة التي كانت تملأ الأحياء والأزقة قديمًا.

هذه الألعاب لم تكن مجرد وسيلة للترفيه، بل كانت تمتلك قيمة اجتماعية عالية، حيث كانت تجمع أبناء الحي أو القرية في جو مليء بالحماس والتعاون، وتسهم في تقوية الروابط الاجتماعية بينهم، كما أنها ساعدت في تعزيز مهارات الشجاعة والفروسية والقدرة على اتخاذ القرارات السريعة، مما جعلها أكثر من مجرد هوايات عابرة، بل إرث ثقافي له مكانته الخاصة في تاريخ المنطقة.

كنز تراثي من الألعاب الشعبية يعكس أصالة المجتمع الجازاني

لا يقتصر الإرث الثقافي في جازان على عدد محدود من الألعاب الشعبية، بل تمتلك المنطقة مخزون ثري من الألعاب التراثية التي مارسها الأجداد عبر الأجيال، ومنها "الساري"، "الدُسّيس"، "الزّقوة"، "المزْقرة"، "صياد السمك"، "أُصفر أُنقر"، "القرقر"، "الزُقطة"، "الوثب"، "المسحر"، "المراصعة"، و"المداويم".

كما امتدت الألعاب الشعبية إلى البحر، حيث مارس أبناء الصيادين ألعاب مستوحاة من بيئتهم البحرية، مثل "سباق القوارب الشراعية"، "السباحة"، "الغوص"، و"لعبة عُشيش قراقر" التي كانت تقام وسط القوارب وبين أمواج البحر، لتعكس ارتباط المجتمع الجازاني بمهنته البحرية التي شكلت جزء أساسي من حياته اليومية.

الألعاب الشعبية: أكثر من مجرد تسلية.. إرث يعكس مهارات وقدرات فريدة

رغم التطور التكنولوجي وانتشار الألعاب الإلكترونية، إلا أن الألعاب الشعبية لا تزال تحظى بمكانة خاصة لدى أهالي جازان، فهي لم تكن مجرد وسيلة للترفيه، بل كانت تعتمد على المهارات الحركية والقدرات الذهنية، مثل خفة الحركة، سرعة البديهة، قوة الملاحظة، دقة التصويب، والمناورة الذكية، ما يجعلها رياضات ذهنية وبدنية في آن واحد.

إعادة إحياء هذه الألعاب خلال شهر رمضان يعد خطوة مهمة في الحفاظ على التراث الشعبي ومنحه فرصة جديدة ليظل حاضر في وجدان الأجيال الجديدة، حيث يحسب للأطفال والشباب الذين يشاركون في هذه الفعاليات الرمضانية دورهم الفاعل في حماية هذا الإرث الثقافي من الاندثار، وإبراز قيمته بوصفه جزء لا يتجزأ من الهوية الجازانية الأصيلة.

إن سوق البلد الرمضاني في جازان لا يقتصر على التسوق والمأكولات الشعبية فقط، بل يقدم تجربة متكاملة تعيد للأذهان أجواء الماضي الجميل، حيث يجتمع الناس ليس فقط لشراء المنتجات التقليدية، ولكن أيضا ليعيشوا لحظات من الفرح والمنافسة والمشاركة، وليتعرفوا على تاريخهم وتراثهم من خلال الألعاب التي صقلت شخصيات أجدادهم وكانت جزء من نسيج الحياة الاجتماعية قديمًا.