السعودية تكشف ما حدث في ميقات يلملم للقادمين من اليمن وجنوب الجزيرة العربية

يشهد ميقات يلملم، أحد المواقيت الخمسة التي حددها النبي -صلى الله عليه وسلم-، حركة دؤوبة خلال أيام شهر رمضان المبارك، حيث تتوافد إليه جموع المعتمرين والزوار المتجهين نحو مكة المكرمة قادمين من المناطق الجنوبية للمملكة العربية السعودية وجمهورية اليمن.

ما حدث في ميقات يلملم للقادمين من اليمن وجنوب الجزيرة العربية 

هذا الموقع التاريخي، الذي يمثل نقطة انطلاق مهمة للمحرمين، يشهد عام بعد عام تحسينات كبيرة في بنيته التحتية ومرافقه الخدمية لضمان راحة ضيوف الرحمن وتيسير رحلتهم المقدسة.

مشروعات تطويرية تعزز الخدمات المقدمة للمعتمرين

شهد ميقات يلملم سلسلة من المشروعات التطويرية التي تهدف إلى تحسين المشهد الحضري والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للزوار، حيث تمت إعادة هيكلة العديد من المرافق العامة وتطويرها لتواكب الاحتياجات المتزايدة خلال مواسم الحج والعمرة، لا سيما في شهر رمضان الذي يشهد كثافة عددية غير مسبوقة.

ومن أبرز هذه المشاريع تجديد السجاد داخل جامع الميقات، الذي يعد من أهم معالم الميقات، إذ يمتد على مساحة شاسعة تبلغ 16,200 متر مربع، ويستوعب أكثر من 4000 مصلي، كما يعمل به أكثر من 105 موظفين وعمال يعملون على خدمة المعتمرين والزوار لضمان راحتهم وتوفير الأجواء الملائمة للعبادة.

مرافق حديثة توفر تجربة متكاملة لضيوف الرحمن

يضم محيط ميقات يلملم مجموعة متنوعة من المرافق الحديثة التي تم تصميمها بعناية لتلبية احتياجات الزوار والمعتمرين، ومن بينها 500 دورة مياه تم تجهيزها وفق أحدث المعايير الصحية، بالإضافة إلى محطة تحلية مياه تعمل بطاقة ضخ تصل إلى 1500 طن من المياه المحلاة يوميًا، ما يضمن توفر المياه العذبة بكميات كافية للمصلين والمعتمرين.

كما تم إنشاء صالة استقبال رحبة تمتد على مساحة 6000 متر مربع، أُنشئت تحت إشراف جمعية "سعيًا للخدمات الإنسانية"، وهي مزودة بمجموعة من المرافق المهمة مثل العيادات الطبية التي تقدم الخدمات الصحية اللازمة للمعتمرين، ومطعم مركزي يوفر وجبات متكاملة لضيوف الرحمن، بالإضافة إلى مكاتب إرشادية وتوعوية تهدف إلى تزويد الزوار بالمعلومات الضرورية حول أداء المناسك والإجراءات التنظيمية.

الموقع الجغرافي وأهميته الدينية

يقع ميقات يلملم في الجنوب الغربي من مكة المكرمة، على بعد نحو 85 كيلومتر، بمحاذاة الطريق الساحلي المؤدي إلى مكة، مما يجعله محطة رئيسية لأهل اليمن والمناطق الجنوبية من المملكة العربية السعودية، حيث لا يجوز تجاوز هذا الميقات دون الإحرام لمن يرغب في أداء العمرة أو الحج، وفقًا لما حدده النبي -صلى الله عليه وسلم-.

إن ما يشهده ميقات يلملم من تطوير مستمر يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة لخدمة ضيوف الرحمن وتيسير أداء مناسكهم بيسر وسهولة، لا سيما في الشهر الكريم الذي يزداد فيه الإقبال على العمرة، ليبقى هذا الميقات محطة مضيئة في طريق قاصدي البيت العتيق.