التجارة تعلن طريقة تسمح للمستهلكين في السعودية التحقق من صحة العروض وتوضح طريقة الابلاغ عن العروض المزيفة

التجارة تعلن طريقة تسمح للمستهلكين في السعودية التحقق من صحة العروض
  • آخر تحديث

في خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز ثقة المستهلكين وضمان نزاهة الأسواق، أعلنت وزارة التجارة السعودية عن آلية مبتكرة للتحقق من صحة العروض والتخفيضات المعروضة على المنتجات والخدمات داخل المملكة.

التجارة تعلن طريقة تسمح للمستهلكين في السعودية التحقق من صحة العروض

ويأتي هذا الإعلان في إطار جهود مستمرة لتعزيز الشفافية ومكافحة العروض المزيفة التي قد تضر بحقوق المستهلكين.

وفقًا للتفاصيل الرسمية الصادرة عن الوزارة، يمكن للمستهلكين الآن استخدام كاميرا هواتفهم المحمولة لمسح الباركود الظاهر على ترخيص التخفيضات، مما يتيح لهم الوصول الفوري إلى كافة البيانات المتعلقة بالعروض، بما في ذلك نوع التخفيض ونسبته ومدته، بالإضافة إلى بيانات المنشأة الأساسية.

تعتبر هذه المبادرة جزء من استراتيجية شاملة للتجارة تتماشى مع رؤية المملكة 2030، حيث تسعى الدولة إلى تحديث منظومة الخدمات الحكومية وتعزيز دور التكنولوجيا في خدمة المواطن.

وأوضح متحدث باسم الوزارة أن هذه الآلية تم تطويرها بالتعاون مع خبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني لضمان دقة البيانات وسلامتها، مما يتيح للمستهلكين التأكد من صحة المعلومات قبل اتخاذ قرارات الشراء.

تشير المصادر الرسمية إلى أن النظام الجديد لن يكون مقتصر على التحقق من التخفيضات فحسب، بل يشمل أيضًا آلية متكاملة للإبلاغ عن أي عروض مزيفة يتم اكتشافها من قبل المستخدمين.

حيث يمكن للمستهلك الذي يصادف عرض غير موثق أو معلومات مغلوطة أن يقوم بالإبلاغ عن ذلك مباشرة عبر التطبيق الإلكتروني المخصص، مما يسهم في سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال المخالفين وضمان حماية الحقوق.

تقنية الباركود 

من الناحية التقنية، تعتمد الآلية على تقنية قراءة الباركود التي أصبحت شائعة الاستخدام في العديد من التطبيقات التجارية العالمية، وبعد مسح الباركود، يتم توجيه المستخدم إلى صفحة إلكترونية تعرض كافة التفاصيل المتعلقة بالتخفيض، بما في ذلك:  

  • نوع العرض (مثلاً: تخفيض على الأسعار، عروض خاصة لفترة محدودة، أو عروض ترويجية موسمية)  
  • نسبة التخفيض الممنوحة  
  • مدة سريان العرض  
  • بيانات المنشأة التي تقدم العرض، مثل الاسم، العنوان، ورقم الترخيص التجاري

وقد أكد المسؤولون أن دقة هذه البيانات ومصداقيتها تعتمد على نظام تحديث دوري تتبعه الجهات التنظيمية بالتعاون مع وزارة التجارة، مما يقلل من فرص التلاعب أو تقديم معلومات خاطئة.

كما تم تفعيل آلية مراجعة دورية من خلال فرق متخصصة لضمان توافق العروض المعلنة مع الشروط والمعايير التنظيمية المعتمدة.

يعد هذا النظام خطوة استراتيجية مهمة لمكافحة ظاهرة الاحتيال التجاري التي شهدتها بعض الأسواق في الفترة الأخيرة، حيث انتشرت عروض وتخفيضات زائفة قد تؤدي إلى خسائر مالية للمستهلكين وتشويه سمعة التجار الملتزمين بالأنظمة.

وفي تصريح صحفي، أوضح مسؤول في الوزارة: "نهدف من خلال هذه المبادرة إلى توفير بيئة تجارية آمنة وشفافة، تمكن المستهلك من اتخاذ قرارات شراء مبنية على معلومات دقيقة وصحيحة، كما نعمل على تعزيز الثقة بين التجار والمستهلكين بما يتوافق مع المعايير العالمية."

من جهة أخرى، رحب الخبراء الاقتصاديون بهذه الخطوة التي تعد بمثابة نقلة نوعية في حماية حقوق المستهلك داخل المملكة.

حيث يشير أحد المحللين إلى أن استخدام التكنولوجيا في التحقق من صحة العروض سيقلل من عدد الشكاوى المرتبطة بالمعلومات المضللة، وسيحفز كذلك الشركات على الالتزام بالشفافية في إعلاناتها.

وأشار المحلل إلى أن "تطبيق هذا النظام يضع المملكة في طليعة الدول التي تستغل التكنولوجيا لحماية المستهلكين وتعزيز النزاهة في المعاملات التجارية."

ولم تقتصر المبادرة على توفير وسيلة للتحقق من صحة العروض فحسب، بل شملت أيضًا إجراءات توعوية للمستهلكين حول كيفية استخدام التطبيق والإبلاغ عن العروض المزيفة.

وقد أعلنت وزارة التجارة عن حملات توعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي، لرفع مستوى الوعي حول أهمية التحقق من العروض قبل الشراء وكيفية التعامل مع أي مخالفات.

ويأتي ذلك في سياق تعزيز الجهود الحكومية الرامية إلى مكافحة الأنشطة التجارية غير المشروعة وضمان تطبيق الأنظمة بصرامة.

يذكر أن النظام الجديد قد تم تجربته بنجاح في عدد من المدن الكبرى داخل المملكة، حيث أظهرت النتائج انخفاض ملحوظ في عدد العروض المزيفة وشكاوى المستهلكين المتعلقة بها.

ومن المتوقع أن يشهد التطبيق توسع ليشمل جميع مناطق المملكة خلال الأشهر القادمة، مع تقديم دعم فني متواصل للمستخدمين لضمان سهولة الاستخدام والتواصل الفوري مع الجهات المعنية في حال وقوع أي مخالفة.

ختامًا، تعد هذه المبادرة مثال على استخدام التكنولوجيا الحديثة في تعزيز الحوكمة والشفافية في القطاع التجاري، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويضمن حماية حقوق المستهلكين.

وفي ظل التطورات المستمرة في القطاع الرقمي، يبقى من الضروري مواكبة الابتكارات التي تسهم في تحسين بيئة الأعمال وضمان العدالة والشفافية في جميع التعاملات التجارية داخل المملكة.