البنك المركزي السعودي يعلن انخفاض قيمة السيولة النقدية في أسواق المملكة وخبراء يكشفون السبب

البنك المركزي السعودي يعلن انخفاض قيمة السيولة النقدية في أسواق المملكة
  • آخر تحديث

أعلن البنك المركزي السعودي "ساما" عن بيانات جديدة تظهر تراجع في عرض النقود بمؤشراته الثلاثة خلال الأسبوع المنتهي في 2 يناير 2025، وهو ما أثار تساؤلات حول أسباب هذا التراجع وتأثيره على الاقتصاد المحلي.

البنك المركزي السعودي يعلن انخفاض قيمة السيولة النقدية في أسواق المملكة

تُعد هذه المؤشرات أداة مهمة لفهم حركة السيولة في السوق، ويعكس هذا الانخفاض ديناميكيات مالية ومصرفية تستحق الدراسة.

تفاصيل التراجع في عرض النقود بمؤشراته المختلفة

بحسب التقرير الصادر عن البنك المركزي، شهد عرض النقود بمفهومه الواسع (M3) انخفاض بنسبة 1.35% ليصل إلى 2.9 تريليون ريال، مقارنة بـ2.94 تريليون ريال في الأسبوع السابق.

ويعتبر مؤشر (M3) من أهم المؤشرات الاقتصادية، حيث يعكس إجمالي النقد المتداول بالإضافة إلى الودائع شبه النقدية.

كما سجل عرض النقود بمفهومه الأكثر تحديدا (M1) والذي يشمل النقد المتداول والودائع تحت الطلب، انخفاضًا بنسبة 2.84%.

أما عرض النقود بمفهومه المتوسط (M2) والذي يضيف إلى (M1) الودائع الزمنية والادخارية، فقد انخفض بنسبة 1.97% خلال نفس الفترة.

قراءة في المؤشرات: ما الذي يعنيه انخفاض عرض النقود؟

  • عرض النقود (M1): يعكس التراجع في هذا المؤشر انخفاض السيولة السريعة المتاحة للاستهلاك أو الاستثمار الفوري، مما يشير إلى تحول في النمط الاقتصادي، مثل زيادة الادخار أو انخفاض الطلب على النقد.
  • عرض النقود (M2): يظهر هذا المؤشر قدرة الاقتصاد على التوسع في الائتمان طويل الأجل. التراجع هنا قد يشير إلى تراجع الإقراض أو تحول الأموال إلى استثمارات طويلة الأمد.
  • عرض النقود (M3): يعكس هذا المؤشر تأثير أوسع على الاقتصاد، حيث يشمل النقد المتداول والودائع شبه النقدية، انخفاضه قد يكون مؤشرًا على تقلص في السيولة الكلية داخل النظام المصرفي.

العوامل المحتملة وراء هذا التراجع

  • سياسات البنك المركزي: قد تكون هناك تغييرات في السياسات النقدية مثل رفع أسعار الفائدة أو تقليل التسهيلات النقدية، مما يؤثر على حجم السيولة.
  • ارتفاع معدلات الادخار: قد يكون المستهلكون والأفراد قد اتجهوا إلى الادخار بدلا من الإنفاق، مما يؤدي إلى انخفاض في النقد المتداول.
  • تراجع النشاط الاقتصادي: انخفاض الطلب على السلع والخدمات قد يقلل من الحاجة إلى النقد الفوري، مما ينعكس على المؤشرات النقدية.
  • تقلبات الأسواق المالية: تؤثر التغيرات في الأسواق المالية على السيولة المتاحة في النظام المصرفي، خاصة إذا زادت الاستثمارات طويلة الأجل أو التحولات نحو أصول غير نقدية.

تأثيرات الانخفاض على الاقتصاد السعودي

  • التأثير على الإنفاق والاستهلاك: انخفاض السيولة في السوق قد يحد من قدرة الأفراد والشركات على الإنفاق، مما يؤثر على النشاط الاقتصادي العام.
  • تراجع الإقراض المصرفي: قد يتسبب الانخفاض في تقليل قدرة البنوك على تقديم القروض للشركات والأفراد، مما يعيق النمو الاقتصادي.
  • تأثير على الاستثمار: انخفاض السيولة يمكن أن يبطئ وتيرة الاستثمارات الجديدة، سواء من القطاع العام أو الخاص.
  • انعكاسات على السياسات الاقتصادية: قد يضطر البنك المركزي إلى تعديل سياسته النقدية، مثل خفض أسعار الفائدة أو ضخ المزيد من السيولة لدعم النشاط الاقتصادي.

أهمية مراقبة السيولة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي

تعد متابعة مؤشرات عرض النقود أحد الأدوات الرئيسية التي يستخدمها البنك المركزي لفهم ديناميكيات الاقتصاد وتوجيه سياساته.

يعمل انخفاض عرض النقود كمؤشر على الحاجة لتدخل محتمل لضمان توافر السيولة الكافية لتحقيق النمو المستدام.

يمكن أن تشمل هذه التدخلات تعزيز برامج التمويل أو تقديم حوافز إضافية لدعم القطاعات الاقتصادية الحيوية.

إشارات واضحة تستدعي المراقبة والتكيف

يشير التقرير الأخير للبنك المركزي السعودي إلى تغييرات مهمة في السيولة النقدية داخل الاقتصاد.

وبينما يعكس التراجع الحالي تحديات محتملة، فإنه يوفر أيضًا فرصة لتقييم فعالية السياسات الحالية وإجراء تعديلات تساهم في استقرار السوق.

يبقى الحفاظ على توازن السيولة أحد أهم أولويات "ساما" لضمان تحقيق النمو الاقتصادي المستدام ومواكبة أهداف رؤية السعودية 2030.