هذه المناطق السعودية تكسرت فيها المواسير من قوة موجة الصقيع والبرد

هذه المناطق السعودية تكسرت فيها المواسير
  • آخر تحديث

لطالما عرفت منطقة الحدود الشمالية بمناخها القاسي في فصل الشتاء، حيث تتعرض لدرجات حرارة متدنية تصل إلى ما دون الصفر المئوي، ما يؤدي إلى ظواهر طبيعية استثنائية مثل تجمد المياه داخل الأنابيب، وتكون الصقيع والثلوج في مناطق واسعة.

هذه المناطق السعودية تكسرت فيها المواسير

ومع مرور السنين، سجلت هذه المنطقة موجات برد قارسة جعلت الشتاء ليس مجرد فصل بارد، بل تجربة قاسية يترقبها السكان بحذر، إذ تترك بصمتها في الذاكرة الشعبية، ويتناقلها الناس جيلاً بعد جيل.

أشد موجات البرد في تاريخ المنطقة: ٢٣ عامًا من الصقيع القارس

كشف رئيس نادي الفضاء والفلك، زاهي الخليوي، عن قائمة تضم ٢٣ عام شهدت موجات برد استثنائية، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، وحولت فصل الشتاء إلى اختبار حقيقي لتحمل قسوة الطقس.

الأعوام التي شملتها هذه القائمة امتدت من عام ١٣٨٣هـ وحتى العام الهجري الحالي ١٤٤٦هـ، وكانت الأبرد من بينها هي السنوات: ١٣٨٣ هـ، ١٣٨٦ هـ، ١٣٩٢ هـ، ١٤٠٧ هـ، ١٤٠٩ هـ، ١٤١٢ هـ، ١٤١٧ هـ، ١٤٢٦ هـ، ١٤٢٨ هـ، ١٤٢٩ هـ، ١٤٣١ هـ، ١٤٣٤ هـ، ١٤٣٦ هـ، ومن عام ١٤٣٧هـ وصولًا إلى ١٤٤٦هـ.

عام ١٣٨٣هـ: "سنة تكسر المواسير" الأشهر في تاريخ البرد القارس

من بين جميع هذه السنوات، كان عام ١٣٨٣هـ هو الأكثر قسوة على الإطلاق، حتى إنه سمي بـ"سنة تكسر المواسير"، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى مستويات متجمدة تسببت في تجمد المياه داخل الأنابيب، مما أدى إلى انكسارها وتدمير العديد من شبكات المياه المنزلية.

هذه الظاهرة لم تكن مجرد حدث عابر، بل أصبحت رمز لقوة الشتاء في تلك الفترة، إذ كان السكان يستيقظون على أنابيب مكسورة، ومياه متجمدة تعيق الحياة اليومية، مما جعل ذلك الشتاء محفورًا في الأذهان.

يلي ذلك في القسوة عام ١٤٠٩هـ، الذي شهد موجة صقيع قارسة أثرت على مظاهر الحياة بشكل كبير، ثم جاء عام ١٤٢٨هـ ليعيد للأذهان مشاهد التجمد القاسية، وصولا إلى العام الحالي ١٤٤٦هـ، الذي لا يزال يسجل درجات حرارة متدنية تعيد للمنطقة ذكريات الشتاءات الباردة السابقة.

الثلوج والصقيع: مشاهد متكررة في شتاء الحدود الشمالية

لم تقتصر تأثيرات هذه الموجات الباردة على انخفاض درجات الحرارة فحسب، بل امتدت إلى ظواهر أخرى جعلت من الشتاء فصلا غير عادي في المنطقة.

تكونت الثلوج في أماكن متفرقة، وتحولت بعض المناطق إلى لوحات بيضاء ساحرة، رغم أنها تحمل في طياتها صعوبات كبيرة للسكان الذين يجدون أنفسهم أمام تحديات يومية في مواجهة البرد القارس.

كما أن الصقيع بات مشهد متكرر في معظم هذه الأعوام، حيث تجمدت المسطحات المائية، وتحولت الأراضي إلى لوحات زجاجية تعكس قسوة الطقس، ما أثر على الحياة الفطرية والزراعية وحتى على وسائل النقل والحركة اليومية.

كيف يستعد السكان لمواسم البرد القارس؟

مع تراكم الخبرات عبر السنين، أصبح سكان الحدود الشمالية أكثر وعي واستعداد لموجات البرد القاسية.

يحرصون على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية منازلهم من تجمد المياه داخل الأنابيب، ويجهزون ملابس وأغطية ثقيلة تقيهم من الصقيع، كما يزداد الإقبال على المدافئ ووسائل التدفئة المختلفة، في محاولة للتخفيف من آثار الشتاء القارس.

هل سيشهد المستقبل موجات برد أكثر قسوة؟

رغم التقدم في التنبؤات الجوية، تبقى طبيعة الطقس غير قابلة للتوقع بدقة مطلقة، إذ يظل الشتاء يحمل في جعبته مفاجآت قد تعيد إلى الأذهان موجات البرد القاسية التي مرت بها المنطقة سابقًا.

وبينما يترقب سكان الحدود الشمالية كل شتاء جديد بحذر، تبقى الذكريات محفورة عن الأعوام التي تحدوا فيها أقسى الظروف، وسجلوا قصص لا تنسى عن صقيع جعل المياه تتجمد والأنابيب تتكسر، في مشاهد تثبت أن الشتاء قد يكون أحيانا أكثر قسوة مما نتخيل.