رسمياً: وزارة التعليم تسمح لطلاب المتوسط والثانوي باستخدام الآلة الحاسبة في اختبارات نهاية الفصل الدراسي الثاني 1446 بعد قرارات سابقة بمنعها

وزارة التعليم تسمح لطلاب المتوسط والثانوي باستخدام الآلة الحاسبة
  • آخر تحديث

في خطوة تهدف إلى تعزيز جودة التعليم وتسهيل العملية التعليمية، أعلنت وزارة التعليم السعودية رسمياً السماح لطلاب الصف الثالث المتوسط وطلاب المرحلة الثانوية باستخدام الآلة الحاسبة أثناء الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الثاني لعام 1446هـ.

وزارة التعليم تسمح لطلاب المتوسط والثانوي باستخدام الآلة الحاسبة 

يأتي هذا القرار بعد سلسلة من المراجعات والتقييمات التي أجرتها الوزارة، استجابة لمطالبات سابقة من الطلاب والمعلمين بضرورة توفير وسائل مساعدة تساهم في تحسين أداء الطلاب في المواد العلمية.

لطالما كان استخدام الآلة الحاسبة في الاختبارات موضوع للنقاش بين الأوساط التعليمية في المملكة. في السابق، كانت الوزارة تمنع استخدام الآلات الحاسبة في اختبارات المرحلتين المتوسطة والثانوية، بهدف تعزيز مهارات الحساب اليدوي لدى الطلاب.

ومع ذلك، ومع التطورات المتسارعة في المناهج الدراسية وازدياد تعقيد المسائل الرياضية، ظهرت حاجة ملحة لإعادة النظر في هذه السياسة.

في عام 2013، سمحت الوزارة لطلاب الصف الثالث المتوسط والمرحلة الثانوية باستخدام الآلة الحاسبة في الدروس التي تتطلب ذلك، مع السماح باستخدامها في الاختبارات للصف الثالث المتوسط والمرحلة الثانوية، بينما تم منعها في اختبارات الصفين الأول والثاني المتوسط. هذا التباين في السياسات أثار تساؤلات حول جدوى المنع وأثره على أداء الطلاب.

تفاصيل القرار الجديد

بحسب التعميم الصادر عن وزارة التعليم، يسمح الآن لطلاب الصف الثالث المتوسط وطلاب المرحلة الثانوية بإحضار واستخدام الآلة الحاسبة أثناء أداء الاختبارات النهائية.

يهدف هذا الإجراء إلى تمكين الطلاب من التركيز على فهم المفاهيم وحل المسائل المعقدة دون الانشغال بالعمليات الحسابية البسيطة، مما يعزز من جودة التعليم ويواكب التطورات العالمية في أساليب التدريس.

اشتراطات استخدام الآلة الحاسبة

وضعت الوزارة مجموعة من الضوابط لضمان الاستخدام الأمثل للآلة الحاسبة خلال الاختبارات، ومن أبرز هذه الاشتراطات:

  • نوع الآلة الحاسبة: يشترط أن تكون الآلة الحاسبة غير قابلة للبرمجة، وألا تحتوي على خاصية تخزين المعلومات أو إجراء العمليات الإحصائية المتقدمة أو الرسم البياني، يهدف هذا الشرط إلى منع أي محاولات للغش أو تخزين معلومات غير مسموح بها.
  • التأكد من خلو الآلة من البيانات: يجب على الطلاب التأكد من خلو الآلة الحاسبة من أي بيانات مخزنة قبل دخول قاعة الاختبار، وفي حال وجود أي معلومات مخزنة، يتعين على الطالب مسحها فوراً.
  • مسؤولية الطالب: يعتبر الطالب مسؤول عن التأكد من صلاحية الآلة الحاسبة وجاهزيتها للعمل، بما في ذلك التأكد من وجود البطاريات الكافية وعدم وجود أعطال تقنية.
  • منع تبادل الآلات الحاسبة: يحظر على الطلاب تبادل الآلات الحاسبة فيما بينهم داخل قاعة الاختبار، وذلك للحفاظ على نزاهة العملية الامتحانية ومنع أي محاولات للغش.

لاقى هذا القرار ترحيب واسع من قبل الطلاب والمعلمين على حد سواء، أعرب العديد من المعلمين عن ارتياحهم لهذه الخطوة، معتبرين أنها ستسهم في تحسين أداء الطلاب وتخفيف الضغط النفسي عنهم خلال فترة الاختبارات.

كما أشاروا إلى أن السماح باستخدام الآلة الحاسبة يتماشى مع الممارسات التعليمية الحديثة التي تركز على تنمية مهارات التفكير النقدي والتحليلي بدلاً من التركيز على العمليات الحسابية الروتينية.

من جانبهم، عبّر الطلاب عن سعادتهم بهذا القرار، مؤكدين أنه سيمكنهم من حل المسائل الرياضية بشكل أكثر دقة وسرعة، خاصة في المواد التي تتطلب عمليات حسابية معقدة.

كما أشاروا إلى أن هذا الإجراء سيقلل من التوتر والقلق المصاحبين لفترة الاختبارات، مما يتيح لهم التركيز بشكل أفضل على فهم الأسئلة وتقديم إجابات دقيقة.

تجدر الإشارة إلى أن العديد من الدول المتقدمة تعتمد سياسات مشابهة فيما يتعلق باستخدام الآلة الحاسبة في الاختبارات.

في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يسمح للطلاب باستخدام أنواع محددة من الآلات الحاسبة في اختبارات الرياضيات والعلوم، مع وضع ضوابط لضمان عدم استخدامها بطرق غير مشروعة.

كما تعتمد المملكة المتحدة نهج مماثل، حيث يُسمح للطلاب باستخدام الآلة الحاسبة في بعض الاختبارات، بشرط توافقها مع المعايير المحددة من قبل الجهات التعليمية المختصة.

يعد هذا القرار خطوة إيجابية نحو تطوير العملية التعليمية في المملكة العربية السعودية، ويعكس حرص وزارة التعليم على تبني أفضل الممارسات العالمية التي تسهم في تحسين مخرجات التعليم.

من المتوقع أن يسهم السماح باستخدام الآلة الحاسبة في الاختبارات في تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم، وتحسين أدائهم الأكاديمي، وتسهيل انتقالهم إلى المراحل التعليمية الأعلى أو سوق العمل بكفاءة واقتدار.