رسمياً: السعودية تقر فرض عقوبات بالسجن والغرامة لمن يقوم بهذا الفعل في المساجد من اليوم

السعودية تقر فرض عقوبات بالسجن والغرامة لمن يقوم بهذا الفعل
  • آخر تحديث

في إطار حرص وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على حماية المجتمع وتعزيز الوعي تجاه الظواهر السلبية، أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، على أهمية التصدي لظاهرة التسول داخل المساجد ومحيطها، مشددا على الأئمة والخطباء والمؤذنين بضرورة منع أي شخص من ممارسة التسول في هذه الأماكن المقدسة، وإبلاغ الجهات الأمنية المختصة فورًا عند ملاحظة أي حالة من هذا النوع.

السعودية تقر فرض عقوبات بالسجن والغرامة لمن يقوم بهذا الفعل

وأوضح الوزير أن هذه التوجيهات تأتي في سياق الحرص على الحفاظ على قدسية المساجد وعدم استغلالها لأغراض غير مشروعة، خاصة أن التسول يعد ظاهرة دخيلة على المجتمع السعودي.

وأشار إلى أن هذه الظاهرة يتم استغلالها من قبل بعض الوافدين الذين يتظاهرون بالحاجة والعوز، بينما الحقيقة مختلفة تمامًا، حيث تستخدم هذه الوسيلة لجمع الأموال بطرق غير مشروعة، مما يشكل خطر اجتماعي وأمني على المجتمع.

خطبة الجمعة القادمة للحديث عن مخاطر التسول

في هذا السياق، وجه معالي الوزير خطباء الجوامع في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية بتخصيص خطبة الجمعة القادمة الموافق 15 من شهر شعبان لعام 1446هـ للحديث عن ظاهرة التسول، وبيان آثارها السلبية على المجتمع، وفق عدد من المحاور الشرعية والتوعوية المهمة.

النهي الشرعي عن التسول وأهمية الكسب الحلال

أكدت وزارة الشؤون الإسلامية على ضرورة أن تتضمن خطبة الجمعة بيان النهي الشرعي الوارد في التسول، مستشهدة بما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في التحذير من سؤال الناس دون حاجة.

ومن أبرز ما جاء في ذلك حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم". ويأتي هذا الحديث ليحذر من العاقبة الوخيمة لمن اعتاد سؤال الناس دون مبرر شرعي.

كما وجهت الوزارة إلى ضرورة حث الناس على العمل مهما كانت طبيعة هذا العمل بسيطة أو أجره قليل، مؤكدة أن الكسب من العمل أكرم من سؤال الناس.

واستشهدت بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لأن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره فيتصدق به ويستغني به من الناس خير له من أن يسأل رجلاً أعطاه أو منعه".

تحذير من التعاطف العاطفي غير المدروس مع المتسولين

تضمنت توجيهات معالي الوزير التحذير من التعاطف غير المدروس مع المتسولين، حيث أوضحت الوزارة أن كثيرا من هؤلاء الأشخاص يتم استغلالهم من قبل جهات خارجية تهدف إلى جمع الأموال بطرق غير مشروعة.

وبينت أن هذا التعاطف قد يؤدي إلى دعم هذه الجهات دون قصد، مما يساهم في استمرار هذه الظاهرة وتفاقمها على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي.

تحري مستحقي الزكاة والصدقة واجب ديني وأخلاقي

شددت الوزارة على أهمية تحري مستحقي الزكاة والصدقة، وعدم دفعها إلا لمن تحل لهم وفق الضوابط الشرعية، حيث بينت أن هناك فئة من المحتاجين الحقيقيين الذين يمنعهم الحياء والعفة من طلب المساعدة، وهؤلاء هم الأولى بالعون والدعم.

واستشهدت بقول الله تعالى في وصفهم: "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافًا".

تعزيز التعاون مع الجهات الأمنية لمواجهة الظاهرة

في ختام توجيهاته، أكد معالي الوزير على أهمية التعاون بين الأئمة والخطباء والمؤذنين مع الجهات الأمنية، مشير إلى أن هذا التعاون ضروري للتصدي لهذه الظاهرة وحماية المجتمع من مخاطرها.

وأوصى بضرورة الالتزام بهذه التوجيهات لضمان بيئة آمنة وخالية من هذه الممارسات داخل المساجد.

تأتي هذه الجهود في إطار حرص وزارة الشؤون الإسلامية على نشر الوعي وتعزيز القيم الإسلامية الصحيحة، بما يحقق الأمن الاجتماعي ويحافظ على قدسية المساجد ومكانتها في قلوب المسلمين.