مواقع البراكين في السعودية وهذا هو أخطرها

مواقع البراكين في السعودية
  • آخر تحديث

كشفت الدراسات المناخية والجيولوجية في المملكة العربية السعودية عن وجود ما يقارب 2000 بركان خامد، تتركز معظمها في المنطقة الغربية ضمن ما يعرف بالدرع العربي.

مواقع البراكين في السعودية

هذا الكشف المذهل يعيد تشكيل فهمنا لتاريخ الأرض في هذه المنطقة، ويثير تساؤلات حول تأثيراتها المحتملة على المناخ والبيئة، خاصة في ظل التغيرات المناخية العالمية.

وفقًا لأستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقا، عبدالله المسند، فإن هذه البراكين، رغم خمولها الحالي، تحمل في طياتها القدرة على إحداث تغييرات مناخية هائلة في حال ثورانها.

البركان الخامد: بوابة لتغيرات مناخية عالمية

أحد الأمثلة البارزة التي أشار إليها المسند هو بركان الوعبة، القريب من مدينة الطائف، والذي يعد نموذج لما قد يحدث في حال ثوران بركان من هذا النوع.

إذا ثار بركان الوعبة لمدة أسبوعين فقط، فقد يؤدي ذلك إلى تغيير مناخ العالم بشكل جذري، وذلك عبر إطلاق كميات هائلة من الرماد والغازات البركانية إلى الغلاف الجوي.

هذه الظاهرة شبيهة بما حدث في الفلبين عام 1991 عندما ثار بركان بيناتوبو، مما تسبب في انخفاض درجات الحرارة عالميًا نتيجة لحجب أشعة الشمس عن الأرض.

البراكين وتأثيرها على الدورة المناخية في شبه الجزيرة العربية

البراكين ليست مجرد تهديد جيولوجي؛ بل يمكن أن يكون لها دور إيجابي في تغيير الأنماط المناخية في المناطق القريبة منها، عندما تثور البراكين وتطلق رمادها البركاني، يحدث تأثير مزدوج على المناخ:

  • تقليل أشعة الشمس: يؤدي الرماد البركاني إلى حجب أشعة الشمس، مما يخفض درجات الحرارة في المناطق المحيطة وقد يمتد هذا التأثير إلى مناطق واسعة حول العالم.
  • زيادة الرطوبة: يؤدي انخفاض الحرارة إلى تبريد الطبقات الجوية العليا، مما يسمح بتوغل الرطوبة إلى المناطق القاحلة مثل المملكة.

هذه العملية تعزز احتمالية تشكل السحب وهطول الأمطار على المناطق الصحراوية، مما قد يحدث تحولات بيئية كبيرة مثل عودة الأنهار وتوسع الأراضي الخضراء، هذا السيناريو قد يفتح فصل جديد في تاريخ المنطقة، حيث يمكن أن تتحول شبه الجزيرة العربية إلى منطقة مليئة بالأنهار والغابات، كما كانت في العصور القديمة.

الدرع العربي: موطن البراكين وتاريخ جيولوجي ثري

تعد المنطقة الغربية من المملكة، المعروفة بالدرع العربي، مركز للبراكين الخامدة. هذه المنطقة تحتوي على تضاريس بركانية مذهلة تتراوح بين الحقول البركانية والجبال الناتجة عن انبعاثات الحمم البركانية القديمة.

يعود النشاط البركاني في الدرع العربي إلى ملايين السنين، وقد ساهم في تشكيل الطبوغرافيا المميزة لهذه المنطقة.

ماذا لو ثارت البراكين الخامدة؟

رغم خمول هذه البراكين لقرون طويلة، إلا أن العلماء يؤكدون أن احتمال ثورانها، وإن كان نادر، يظل قائم، مثل هذا الحدث يمكن أن يغير ليس فقط المملكة العربية السعودية بل العالم بأسره.

من المتوقع أن تتسبب الانبعاثات البركانية في تغيير أنماط الطقس العالمي، وتؤثر على الزراعة، والطاقة، وحتى الاقتصاد العالمي.

كنوز جيولوجية وإمكانات مستقبلية

البراكين الخامدة في السعودية ليست مجرد ظاهرة جيولوجية؛ بل هي كنوز طبيعية تعكس تاريخ الأرض وقدرتها على التحول، من المحتمل أن تكون هذه البراكين المفتاح لفهم التغيرات المناخية في المنطقة، وربما تساهم في إعادة تشكيل البيئة العربية.

إن التعامل مع هذه الظاهرة يتطلب بحث علمي متقدم واستراتيجيات استباقية لفهم تأثيراتها المحتملة والتكيف معها.