السعودية: هذا ما سيحدث بعد تحويل الإجازة الأسبوعية لتكون الجمعة والسبت والأحد وتحويل أيام العمل لأربعة أيام فقط

هذا ما سيحدث بعد تحويل الإجازة الأسبوعية لتكون الجمعة والسبت والأحد
  • آخر تحديث

تشهد المملكة العربية السعودية تغييرات جذرية في نظام العمل والإجازات الأسبوعية، تماشيا مع تطلعات رؤية السعودية 2030 الرامية لتحسين بيئة العمل وتعزيز الإنتاجية.

هذا ما سيحدث بعد تحويل الإجازة الأسبوعية لتكون الجمعة والسبت والأحد 

وبحسب خطط مقترحة يتم دراستها حالياً، يتوقع تحويل الإجازة الأسبوعية لتشمل الجمعة والسبت والأحد، مع تقليص أيام العمل الرسمية إلى أربعة أيام فقط في الأسبوع.  

هذه الخطوة تأتي كجزء من الجهود التي تقودها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لتحسين جودة الحياة والعمل في المملكة، بالإضافة إلى مواكبة التطورات العالمية في أنظمة العمل، حيث أكد الدكتور خليل الذيابي، الخبير الاقتصادي والمستشار في مجال بيئة العمل، أن "أسبوع العمل ذو الـ4 أيام سيكتسب شعبية عالمية في 2025 كوسيلة لتحسين الإنتاجية وتعزيز التوازن بين الحياة الشخصية والعمل".  

خلفية التغيير والمبادرات الداعمة  

رؤية السعودية 2030، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تسعى إلى تحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني من خلال تقليل الاعتماد على النفط وتعزيز القطاعات الاقتصادية المختلفة.

ومن ضمن محاور الرؤية، تأتي تحسين بيئة العمل كعامل رئيسي في تحقيق التوازن الاجتماعي وتعزيز الإنتاجية.  

بالفعل، أطلقت وزارة الموارد البشرية عدة مبادرات لدعم سوق العمل في المملكة، من بينها برامج مثل "نطاقات" لتحفيز التوطين، وبرامج العمل المرن التي تتيح للموظفين خيارات عمل تتناسب مع احتياجاتهم، والآن تأتي خطوة تقليل أيام العمل مع توسيع الإجازة الأسبوعية كجزء من الجهود المستمرة لتحقيق هذه الأهداف.  

التوقعات والفوائد الاقتصادية والاجتماعية  

يشير تقرير أصدرته شركة "غالوب" العالمية إلى أن تقليل أيام العمل إلى أربعة أيام يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاجية بنسبة تتراوح بين 20% و40%، مع تقليل الإجهاد الوظيفي وتحسين رضا الموظفين.

وتتماشى هذه التوقعات مع أهداف السعودية لتحسين رفاهية الموظفين وزيادة الإنتاجية الوطنية.  

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تؤدي الخطوة إلى تقليل استهلاك الطاقة والمياه في المكاتب الحكومية والخاصة خلال أيام العمل الأقل، مما يسهم في تحقيق أهداف المملكة البيئية، بما في ذلك تقليل الانبعاثات الكربونية.  

رغم الفوائد المحتملة، يرى بعض الخبراء أن تقليل أيام العمل قد يشكل تحدياً لبعض القطاعات الحيوية، مثل قطاع الصحة والخدمات اللوجستية، التي تتطلب العمل على مدار الأسبوع.

ومع ذلك، يمكن التغلب على هذه التحديات من خلال أنظمة العمل بالتناوب التي تضمن استمرارية العمل دون الإضرار بالخدمات المقدمة.  

تجدر الإشارة إلى أن عدة دول قد نفذت تجارب مشابهة لتقليص أيام العمل. على سبيل المثال، أيسلندا قامت بتجربة العمل لأربعة أيام أسبوعياً، وأظهرت النتائج تحسن كبير في الإنتاجية ورضا الموظفين.

كذلك، شركات عالمية مثل "مايكروسوفت" في اليابان أثبتت نجاحاً لافتاً بعد تبني نظام العمل الجديد.  

إجراءات منتظرة وتوقعات التنفيذ  

من المتوقع أن تبدأ المملكة بتنفيذ التغيير تدريجي، مع إجراء تجارب أولية في القطاعات الحكومية الكبرى لضمان نجاح التجربة قبل تعميمها.

وسيتم إصدار أدلة إرشادية للشركات والمؤسسات لضمان انتقال سلس نحو النظام الجديد.

تؤكد وزارة الموارد البشرية أن هذا التغيير يهدف إلى بناء بيئة عمل جاذبة للكفاءات المحلية والعالمية، مما يعزز من تنافسية المملكة كوجهة للاستثمار والأعمال.  

تمثل هذه الخطوة تطور هام في سوق العمل السعودي، حيث تهدف إلى تحقيق التوازن بين احتياجات الأفراد ومتطلبات العمل، مع تعزيز الإنتاجية والابتكار.

وسيظل نجاح التجربة مرتبط بالتعاون بين القطاعين العام والخاص لتجاوز التحديات وتحقيق الأهداف المرجوة.